شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 73)
- المحتوى
-
د. تيسير الناشف ل
على غرب اورويا. لم تكن هذه هي المد لشكلة.
«ومن المحتمل؛ احتمالاً كبيراً جداً. انه لولا الخلفية التاريخية المذكورة لما كانت الاسلمة النووية
منعت نشوب حرب كبيرة فعلاً في نهاية سنوات ت الاريعين اوبداية سنوات الخمسين»7”)
وفقدت الولايات المتحدة, أيضاً في الحرب العاللمية الثانية كثيراً من الاشخاص » وتكيدت خسائر
مادية واقتصادية كبييرة.
تختلف الحالة في الشرق الاوسط. فالحروب التي اندلعت بين اسرائيل والعربء على الرغم من
فظاعتهاء لم تبلغ فظاعة الحرب العلمية الثانية. فالخسائر البشرية التي تكيّدها العرب» والفلسطينيون
بخاصة, والاسرائيليون؛ لا تضاهى بالخسائر البشرية التي تكبّدها الاوروبيون: بما في ذلك سكان
الاتحاد السوفياتي واورويا الشرقية والاميركيون؛ والتخريب الذي لحق باقتصادات الدول العربية
واسرائيل» جرّاء تلك الحروبء لم يبلغ» نسبياً. مدى التخريب الذي الحق باقتصادي الولايات المتحدة,
والاتحاد السوفياتي بخاصة. ولم ينشاًء يعد المحرّك الحاسم في الصراع بين اسرائيل والعرب لتفادي
مواصلة استخدام القوة العسكرية. فاسرائيل لا تزال تمعن في مواصلة سياستها القائمة على السيطرة
والتوسّع والاحتلال والاستيطان على حساب الاراضي العربية. وينطوي انتشار الاسلحة النووية في
الشرق الاوسطء في ظل هذه الخلفية: على خطر كبير.
وعلاوة على ذلكء نتيجة للحرب العالمية الثانية» حققت الدولتان العظميان مكاسب كبيرة جداً. لقد
هزمتاء مع الدول المتحالفة معهماء المانيا النازية وايطاليا الفاشية واليابان العسكرية. واصبحتا
الدولتين القائدتين في العالم. وُشرت الاشتراكية في دول اورويا الشرقية» لما اعتبره الاتحاد السوفياتي
مكسباً كبيراً له . وزادت الولايات المتحدة من نفوذها السياسي والاقتصادي في اوروبا الغربية وأماكن
أخرى. ومن الجلي ان هذه المكاسب لم تشكّل حافزاً على دخولهما في حرب أخرى.
عوامل بنيوية ٠
من الخصائص الرئيسة لمنطقة الشرق الاوسط انها متعدّدة القطبء من حيث الممثلين
الاقليميين؛ اذ يوجدء في هذه المنطقة, عدد من الدول البارزة التي تؤدي ادواراً مركزية في كل ما يتعلق
بالسياسة الخارجية والاستراتيجية. ولا يوجد تماثل في توزيع ابعاد القوة بين اللاعبين الرئيسين. فثمة
اختلافات بين دول المنطقة في ما يتعلق بعدد السكان والقوة العسكرية والاقتصادية والمالية: والتطور
الثقافي والاجتماعي والصناعي والعلمي والتكنولوجي. وقسم من دول المنطقة يعاني من الانقسام
العرقي» أو الديني» أو الطائفي. ان اللاتمائل هذا يعر العوامل الباعثة على عدم الاستقرارء ويجعل
نظام الشرق الاوسط الاقليمي أكثر عرضة للزعزعة, ويجعل من الاصعب تحقيق التنسيق الاقليمي
السياسي والاستراتيجيء: ويجعل من الصعب وضع استراتيجيات مستقرة نسبياً في محيط الاسلحة
التقليدية والنووية.
وثمّة اختلاف آخر بين حالة الدولتين العظميين وحالة اسرائيل والدول العربية. فبالنسبة الى
الدولتين العظميينء لم تكن للدولة العظمى الواحدة مطالب من الاخرى في ما يتعلق بأية ممتلكات
اقليمية» وتركز النزااع بينهما على التأثير في مناطق مختلفة في العالم كانت بالنسبة الى الولايات المتحدة
بعيدة مسافة آلاف الكيلومترات. ان الاحتكاك المباشر بين الدولتين العظميين, بمعنى تعريض الاراضي
الوطنية ذاتها للخطرء كان قليلاً. وهاتان الدولتان تترأسان نظامين للمعاهدات الامنية. ولا يوجد
75 شْوُون فلسطيزية العدد 156: حزيران ( يوني ) ١545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 195
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22443 (3 views)