شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 75)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 75)
المحتوى
د. تيسير الناشف ل
القوة العسكرية في المنطقة.
وفضلاٌ عن ذلك؛ ان هذه العمليات؛ التي لها ديناميكيتها؛ ليست حسّاسة ازاء مختلف مضامين
الاسلحة النووية. ان ردّ الفعل الاجتماعي على عمليات التحديث, وهوردٌ الفعل الذي ينشأ في أماكن
مختلفة من العالم الثالث؛ بما فيه الشرق الاوسط؛ يحدث د اخل الدولة. وعلى مستوى الدولة؛ ان منطق
الاسلحة النووية والوعي بالاثمان النابعة من مركزية القوة العسكرية بين الدول في ظروف حيازة
الاسلحة النووية» ليسا قائمين بالقدر الكافي. وعندما تحدث ردود فعل عنيفة على عمليات التحديث,
فانها تُسهم في تفاقم مركزية القوة العسكرية في المنطقة.
وفي هذا الصددء تختلف الحالة القائمة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة. فهاتان
الدولتان قد مرتا بعمليات التحديث منذ وقت مضى؛ وهماء لذلك: لا تشهد ان ن التوتر الاجتماعي النايع
من هذه العمليات. ويسم الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة, كلاهماء باستقرار اجتماعي وسياسي
أكبر من الاستقرار الاجتماعي والسياسي في دول الشرق الاوسط. ان استقرار النظامين, السوفياتي
والاميركي, النسبي» يضمن العملية المؤسسية لنقل السلطة؛ ويمنع أخطار الانقلابات العسكرية
والقلاقل السياسية الخطيرة. هذه كلها تضمنء الى حدّ معيّنء منع الاخطاء والاخطار في المجال
النووي.
وتختلف الحالة في الشرق الاوسط. ان الكثير من دول هذه المنطقة تسيطر عليه انظمة لم تت
فيها أسس عمليات تغيير السلطة المنتظمة.
من سمات الحياة الدولية مركزية القوة العسكرية. ان مركزية القوة العسكرية واسهام القوة
العسكرية في حل النزاعات الدولية موضوعان متعلقان بالشعور بالأمن لدى الدول في النظام الدوليء
ويعبر عنهما بعبارة «معضلة الأمن». وفي «معضلة الامن» يتجلى» بصورة جوهرية . جانب مركزي من
بُعد مركزية القوة العسكرية في المجتمع الدولي. فوفقاً ل «معضلة الامن» لا تستطيع دولة ان تتمتع
بالامن الكامل في النظام الدولي. ان محاولة دولة لزيادة أمنها من طريق زيادة قوتها العسكرية تؤدي,
حتماًء الى ردود فعل مضاندٌة, وتكون النتيجة النهائية ان الامن النسبي لتلك الدولة لا يزيد» بل يقل
احياناً. ان «معضلة الامن» تقوم. بصورة رئيسة؛ على عدم وجود تيقن في النظام الدولي من نوايا
الطرف المضادّ . وفي ظروف الشك هذهء تسعى الدول الى زيادة أمنها النسبي.
هل حلّت حيازة الاسلحة النووية «معضلة الأمن» في العلاقات بين الدولتين العظميين ؟ ان من
الحقائق الاساسية ان هذه الاسلحة لم تحلّ «معضلة الامن» بينهما. بل ان هذه المعضلة ازدادت
شدة. فالدولتان العظميان تواصلان بناء قوتيهما النوويتين وزيادة كميتيهما وتحسين نوعيتيهماء على
الرغم من انهما تستطيعان ان تحققا توازن الردع النووي المتبادل من طريق قوة نووية على مستوى
أكثر انخفاضاً من مستوى القوة الموجودة تحت تصرّقهما.
وان من الحقائق الاساسية؛ أيضاً: ان الاسلحة النووية لم تزل النزاع بين الدولتين العظميين.
فهذه الاسلحة. حتى في ظروف الردع النووي المتوازن المتبادل وبعد اكتساب معرفة كبيرة بطابع هذه
الاسلحة؛ لا توقف النزاع بين الدولتين. ان السؤال الذي يطرح نفسه: الى أي حدّ منعت الاسلحة
النووية» منذ سنوات الاربعين (فيما بعد الحرب العالمية الثانية) وحتى اليوم: نشوب الحرب بين الشرق
والغرب ؟ ان عدداً كبيراً من الباحثين يقدّر ان الاسلحة النووية حملت الدولتين العظميين على التصرّف
بحكمة وضبط النفسء مما أدى الى تخفيض احتمال نشوب الحرب بينهماء تخفيضاً كبيراً جداً:
,> لهْوُونُ فلسطيؤية العدد ‎:.١15‏ حزيران ( يونيو) ‎١545‏
تاريخ
يونيو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18071 (3 views)