شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 81)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 81)
- المحتوى
-
اسماعيل شموط
مع هذه الانتفاضة العظيمة وقف الفنان والمثقف الفلسطينيء والعربي بشكل عامء مندهشاً ومزهواً بهاء
حائراً متسائلاً عن دورة.: وكيف له أن يلحق بهذا الحدث ليكون في مستواهء ثم يبد العمل والمشاركة لكنه لا
ببث أن يعي أنه يلهث وراء الحدث ولا ينا يتبقدمة . انه حدث فاق التوقمات عند الكثيرين.
الانتفاضة:
«دور المبدع ان يسبق الحدثء لا أن يلهث وراءه. لكن ما حدث في الاراضي العربية المحتلة كان العكس؛
فالانتفاضة العظيمة: المتعاظمة؛ كانت الاسبقء حتى بالنسبة الى من يملكون حساسية هدهد بيننا. وقد أكّدت
ان مجد الحجر من مجد السيفء حين يكون السيف حدّ الحنّ بين الحقيقة والباطل؛ وحدّ الحد بين النور
والظلمة. ان زهرة لوز لا تصنع ربيعاً. وقد حسيناء في البدء؛ ان الانتفاضة زهرة لوز في غير فصلهاء او انها زهرة
مفردة لا تشكل حديقة:؛ لأنناء في غيم الاحباطات العربية: عجزنا عن رؤية الشمس المحجوية عناء وررسينا في
درس التاريخ» وتخصيصاً تاريخ البطولات الشعبية التي تنفجر كما العاصفة على غير توقع حتى من البحّار الذي
امضى عمره في اليم. هكذا عاصفة الانتفاضة فاجأتناء كتبت على صحائفنا البيضء بينما القلم يرتعش من فرط
حرج».
لم يصل علمنا أن احداً من الفنانين التشكيليين في فلسطين المحتلة استطاع ان يتلمّسء او أن يتنباً بوقوع
الحدث العظيم المتمثل بالانتفاضة الشعبية الفلسطينية العارمة. من الممكن ان تكون هناك بعض الاشارات: او
الدلالات» لفجر منتظر في لوحة هناءاو اخرى هناك. لكن اللوحة التي تناولت هذا الموضوع بصورة مباشرة وييّنة
لم تولد عند فناني الداخل قبل الانتفاضة. ١
الفنان سليمان منصور.ء من ابرز الفنانين في الارض المحتلة, رئيس الهيئة الادارية لرابطة الفنانين
التشكيليين الفلسطينيين في فلسطين المحتلة» قال؛ في هذا الصدد (صوت البلاد, بلغراد» :)١1545 /5/١ «ان
الحدث كان كبيراً. وكان فاعلاًٌ بصورة لم تكن في حيّز التوقعات» وان الاعمال الاولى للفنانين التشكيليين بعد
اندلاع الانتفاضة لم تكن في مستوى الحدث العظيم؛ وحتى الآن» فان معظم الاعمال الفنية التي تم انتاجها لم
تصل الى المستوى المطلوب الذي تفترضه التطورات المستجدة».
اثنان فقط من الفنانين الفلسطينيين الذين يعيشون في المنفى خارج فلسطين تناولا هذا الموضوع بشكل
بين في اعمالهما الفنية. الأول الشهيد ناجي العلي الذي انتج عشرات الرسوم الكاريكاتورية متناولً الحجر كسلاح
في يد اطفال فلسطين في مواجهة العدو الصهيونى ؛ والثانى كاتب هذه السطورء وقد سيق له التنبق بأحد اث مماظلة
في الماضيء فقد رسم لوحتين تناولتا هذا الموضوع بشكل واضح العام 15/414: لوحة حملت اسم اطفال الحجارة
وصورت مجموعة من الاولاد والفتيات الصغيرات في ايديهم الحجارة كسلاح ينتظرون وصول دورية اسرائيلية
الى مرمى حجارتهم في جو متوتر؛ والثانية باسم اطفال الدهيشة: عشرات من الاولاد والبنات يقذفون دورية
اسرائيلية؛ في زاوية اللوحة؛ بالحجارة؛ وواحدة من البنات مصابة بطلقة نارية في كتفها.
ان أجواء الانتفاضة: وهذا التصدي البربري القمعي الرهيب الذي يواجه به العدى الصهيوني ابناء
الشعب الفلسطيني المنتفضء لا تسمح كثيراً بنشاطات فنية تشكيلية مركزة . لكن هذا لم يمنع من التمكن من
اختراق هذه العوائق وتحقيق عدد من النشاطات التشكيلية. من ابرز هذه النشاطات, معرض أقيم في قاعة
مسرح الحكواتي في القدس (وهي قاعة شهدت كخيراً من المعارض الفلسطينية منذ انشائها) ضمٌ مئة لوحة
لخمسة وعشرين فناناً فلسطينياً وثمانية فنانين اسرائيليين. تناول الفنانون» في لوحاتهم, موضوعاً واحداً هو
شهداء الانتفاضة: تخليداً لذكراهم؛ ولرفع صوت الاحتجاج في وجه السلطات الاسرائيلية المحتلة» وأقيم المعرض
في آب (اغسطس) 15188.
ْ/ لشْوُونُ فلسطيزية العدد :١15٠5 حزيران ( يوني ) ١9145 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 195
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22443 (3 views)