شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 195 (ص 103)
- المحتوى
-
أحمد شاهين لا
والعبودية الى صراع بين الغرب والشرق» حيث «ما زالت الحرية» حتى الآن» علاقة مميزة بين الشرق والغرب» (ص
.)1٠ هذا الصراع جاء نتيجة فرز تاريخي بين الشرق والغرب؛ حسب الكاتب: «فقبل سبعة قزون من الزمن:
وقع حدثان كبيران» حدّدا اتجاهي مدنيتين... ففي انكلترا أرغم تمرّد الأشراف الملك جون على توقيع الماغنا كارتا
العام 5١7١؛ ومن تلك الوثيقة نبع مفهوم الملكية الدستورية؛ ثم صيغة الحريات الفردية: والحكومة الذاتية
الديمقراطية» التي نقلت الى العالم الحديث؛ وترعرعت وازدهرت بولادة وتطور الولايات المتحدة... [بالمقايل] كان
أحفاد جنكيز خان يقومون باجتياحهم نحو الغرب... وأوقفت حشود المغول على مقربة من وسط أوروياء لكنهم
عاثوا في روسيا فساداً... وفرضوا على روح الروس انطباع قساوتهم: ورعونتهم... وهكذاء فان هذين الحدثين,
أي توقيع الماغنا كارتا واذلال المغول للروس, قد شكلا نقطتي البداية لسلسلتين من التطور التاريخي؛ وهما
تختلفان» اختلافاً جذرياً؛ فوثيقة ' اعلان الحقوق ' مرتبطة بنشوئها بالماغنا كارتا؛ أمّا الدولة السوفياتية
البوليسية؛ فمرتبطة بالتتر» (ص 75 ؟77). ثم استعرض سيطرة القياصرة على روسيا بعد حكم التتر وطايع
دولتهم التوسعية التي أنشأوها ( ايفان الكبير ) وطابعها القمعي (ايفان الرهيب) ليستخلص انه «من جوانب
عديدة نجد أن الثورة التي مكنت الشيوعية من التوصل الى السلطة في روسيا لم يكن عملها تبديلاً للطرق
القيصرية؛ بل جاء أشبه بأعمال التنقية والتعزيز لتلك الطرق؛ فلم تكن رووسياء في يوم من الأيام» قوة غير توسعية»
(١).و دان ما يسمّىء اليوم, ب ' اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية ' هو حصيلة سبعة قرون من
الاحتلال: وذلك من قبل ' الأمراء الميسكوفيين ' ... الذين وسعوا الأمبراطورية الروبسية» (ص 78)؛ «كما أنها
لم تكن » فيما عدا أشهر عديدة العام 117 دولة غير استبد ادية وغير ديكتاتورية . وبكل بساطة؛ ليس هناك في
روسياء أي عرف للحرية داخلياً. والنزعة اللاعدوانية خارجياً» .)7١( ولذاء «كان ستالين من المعجبين بايفان
الرهيب؛ لذلك عمد الى احياء ذكراه وتحسين سمعته في كتب التاريخ خ السوفياتية» (ص 75). ورأى أن أكبر اخفاق
في التاريخ «وأغلاه ثمناً. هو الاخفاق في الحيلولة دون تسلّم لينين للسلطة في روسيا العام 1511؛ ولقد كان ذلك
الاخفاق بمثابة مأساة حلّت بالشعب الروبني وبالعالم بأسره» (ص 3 ). مع ذلك؛ اعلن ان هذا ليس معناه القول
«ان الشعب السوفياتي, أو حتى بالضرورة قادته؛ سيئون بالوراثة... لكنني أكره الشيوعية وما تفعله للشعب؛
فالشيوعيون منتجات نظام صارم وورثة تقليد قاس ؛ فهم يتصرفون غريزياً كالنمر الذي يأكل البشي (ص 9764).
وبنتيجة الحربين العالميتين» الاولى والثانية, التي شهدها النصف الأول من القرن العشرين: تم «القضاء
على النظام العالمي الذي أوجده الأوروبيون» وتمخضتا عن الاتيان بالشيوعية الى مركز السلطة في كل من
[الاتحاد السوفياتي] والصينء وقضتا على القوى الخمس التي كانت تبقي [الاتحاد السوفياتي مقيّداً]؛ وجرّتا
الولايات المتحدة الى خضممٌ السياسة العالمية قبل ان تكون مستعدة لذلك» (ص 11). ونتائج ذلك تعني « بالنسبة
الى الولايات المتحدة... انتهاء البراءة؛ أمّا بالنسبة الى اوروياء فقد كان يعني نهاية الامبراطورية ؛ وبالنسبة الى
شعوب [الاتحاد السوفياتي] والصين وعشرات من الدول الأخرىء فقد كان يعني أهوال حكم الشيوعيين؛ وأما
بالنسبة الى القادة السوفيات» فيعني انتهاء الكبح الذي كانت تشكله قوى عظمى أبقت التوسع السوفياتي تحت
مراقبتها» (الصفحة ذاتها). وللسوفيات - حسب الكاتب هدفء هو «انتصارهم غير المشروط: واذغان الغرب
غير المشروط؛ أمّا استراتيجيتهم, فتتضمن استخد ام وتهيئة كافة السبل بأقصى ما يستطيعونه من الاحتراز نحو
الوصول الى غايتهم النهائية... وفي الحرب العالمية الثالثة: لن يكون البديل من النصر على المدى البعيدء هدنة
غير سهلة؛ بل هزيمة في الحربء أو الاستسلام بدون حربء وهذا أمر غير مقبول... والأميركيون غير معتادين على
التفكير على أسس عامية» ولا يشعرون بالراحة بممارسة القوة ما لم يثاروا بشكل مباشر كما كانت الحال بالنسبة
الينا في بييل هاربر؛ لذاء يجب ان يكون من الواضح الآن ان التحدي السوفياتي يشكل اثارة لنا على نطاق عالمي»
(ص 795 ٠٠. ). وباعتبار ان أميركا تركت وحدهاء بعد الحرب العالمية الثانية, تتصدر موقع القيادة للغرب,
رأى الكاتب 5 قيادة العالم تتطلب «شيئاً غريباً من جوانب شتى على العقل الأميركي؛ انها تتطلب وضع حدود
للمثشالية؛ ومسايرة الواقع؛ وفي بعض الأحيان مقابلة الازدواجية بالازدواجية؛ وحتى الوحشية بالوحشية...
[وهي] تتطلب السير الى الملعب وأداء لعبة دبلوماسية القوة... حتى ولو كانت القواعد المفروضة على اللعبة
١545 ) اشْوُون فلسطيزية. العدد 156: حزيران ( يونيو ٠١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 195
- تاريخ
- يونيو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10654 (4 views)