شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 29)
- المحتوى
-
عاطف الغمري
ويصفة عامة؛ وفي حدوب هذا الاطار العام؛ يمكن تلخيص حركة المفاوض الاسرائيلي على النحى
التالي:
© المفاوض الاسرائيلي متعنّت في مساوماته, الى حدّ انه يصل الى درجة دفع الطرف الآخر الى
اليأس من بلوغ مطالبهء وهى يعتصر أعصابه وصبره.
زه لمفاوض الاسرائيلي يطرح مشكلة الأرض ومتطلبات الأمن في لغة تقدْن مطالبه» بينما هو طامع
في الارض وفي ما تحتويه من ثروات
© المفاوض الاسرائيلي لا يكتفي بدوره الدبلوماسي على مائدة المفاوضات. لكنه يجلس الى المائدة,
بينما تتحرّك أدواته في الداخل في محاولة احداث خلخلة في نقطة القوة التي يستند اليها الطرف الآخر,
أى اطلاق طروحاتء تدخل الجبهة المساندة لهذا الطرف في جدل يفدّت هذه الجبهة ويغرقها في تبادل
الرأي والرأي المضادء حول ما يجب قبوله؛ وما ينيغي رفضه.
© المفاوض الاسرائيلي سيتمسك بوجود المستوطنات في الارض التي أقيمت عليهاء وكأنها أرضه,
أو ان له حقاً فيهاء وسيعهد الى تفسير القرار 7 4؟ على أساس النص الانكليزي» ليجرّ المفاوضات الى
الدوران حول معنى الانسحاب من «أرض».: وليس من «الأرض».
© المفاوض الاسرائيلي سوف يدفع بالقوى المتطرفة في الداخل لتحتشد في تظاهرة تسند تعنْته,
وتجعل من أي تراجع بمثابة تنازل لا يقدر على مواجهة الرأي العام في اسرائيلء لى أنه أقدم عليه
قاعدة اللفاوضة ف ظلل القوة
هذا هى المفاوض الاسرائيلي الذي سيحول مائدة المفاوضات الى حلبة لصراع دبلوماسي
ومساومات تتسم بعنف الشد والجذب. لكننا لا يجب أن ننسى ان المفاوض العربي يدخل الحلبة في
ظروف مؤاتية اقليمياً ودولياًء مجيّزاً بالأساس القوي الذي يبدأ منه؛ وهى الانتفاضة؛ وبحيث أن
المطالبة بالحق على أساس الشرعية لا تقف عند حدّ المناشدة؛ أى طرح المواقفء لكنها تستند الى قوة
المتغيّر الفلسطيني» الذي غير كل الحساباتء والذي يجرّد المفاوض الاسرائيني من كثير من أدواته التي
امتلكها في مواقف عديدة سابقة, كلما واجهته الظروفء بمطالبته بقبول التسوية الفلسطينية وفق
الشرعية والمتطق والعدل» والقرارات الدولية المقبولة والمعترف بهاء وبما يتفق مع استقرار المنطقة: ومع
متطلبات السلام والأمن الدوليين.
ولا يجب ان يفيب عن بالنا أن المفاوضة, في ظل ألقوة. هي قاعدة دولية مستقرة . وعلى الرغم من
انها بديهية قديمة:» الآ ان تقنينهاء دولياًء قد تشكّل منذ العام :١56- ويالتحديد عندما بدأت تتردد
في سياسات القرب مع تطور السياسة الاميركية, وهو ما ذكره وزير الخارجية الاميركية» دين
اتشيسونء في اجتماع في البيت الابيضء في 17 شباط ( فبراير ) ٠150ء من ان التجربة دلت على
أن خير سبيل الى التعامل مع الاتحاد السوفياتي هو خلق مواقف قوة, لأنهم: أي السوفيات, عندما
يكتشفون نقطة ضعفء فانهم سرعان ما يستغلونها استغلالاً كاملاً. ثم ردّد ونستون تشرشل المعنى
ذاته. في العام عينه؛ في مناقشة في مجلس العموم» بقوله: «يجب ان نبحث عن المفاوضات في ظل القوة,
لا الضحف».
وانعكست القاعدة ذاتها على ممارسات السوفياتء مع تطوى القوة لدى الجاتبين منذ
54> شوُون فلسطيزية العدد 157: تموز ( يوليى) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10397 (4 views)