شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 36)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 36)
- المحتوى
-
سسب النموذج الصهيوني لادارة الصراع السكاني
يقوم بعملية تعويض للعمالة بواسطة حركة استرقاق تاريخية كبرى. وقد تم ذلك في تواكب وتزامن مع
استمرار حركة الهجرة الأورويية نحى العالم الجديد. لقد وصلت أعداد المهاجرين: في مرحلة معيّنة,
الى مليون نسمة في العام الواحد(05). ولكن هذه الهجرة» على ضخامتهاء لم تكن بكافية للوفاء بحاجات
التوسع الاقتصادي في أراض معظمها بكر وتحوي موارد ضخمة:. مما جعل القوى الأوروبية تنشط
في تجارة الرقيق ونقل البشرء من أفريقيا بصفة خاصة. وقد الحقت هذه السياسة اللاإنسانية أقدح
الأضرار بالقارة الأفريقية» على الصعيد الاقتصادي والانساني. وفي ذلكء أثبتت دراسات حديثة أنه
بين العامين 179٠ ى .180٠ أي في غضون قرنين كاملينء ظل عدد سكان أفريقيا يراوح حول المئة
مليون نسمة:ء دون زيادة تذكر؛ وأن تلك الظاهرة ما كان لها أن تحدث دون عمليات الاسترقاق ونقل
السكان الى العالم الجديد. وهذا ما دعا الرئيس الغيني الراحلء أحمد سيكوتوريء الى القول ان
«القارة الأفريقية عانت [ولا تزال] بسبب جرائم الرقيق؛ كما أن امكاناتها ظلت محدودة: بسبب نقل
السكان09).
تركت النماذج الاستيطانية: التي أفرزتها حركة الاستعمار الأوروبي الكبرىء انعكاسات بالغة
الأثر على الخارطة السكانية الاجتماعية والأقتصادية والسياسية للعالمين» القديم والجديد. وفي هذا
السياق: أصيبت فلسطين, في المنطقة العربية» برياح هذه الموجات الاستيطانية ممثّلة في النموذج
الصهيوني. يمكن القولء والحال كذلك؛ ان دراسة النموذج الصهيوني في التعامل مع البعد السكاني
في الصراع الاسرائيني العربي: لا تصحّ سوى في ضوء دراسة النماذج الاستيطانية الأوروبية
السابقة عليهء والمواكبة له. هذا مع ملاحظة أن دراسة النموذج الصهيوني عليها أن تأخذ في الاعتبار
ما يتمتع به من خصوصية: كونه أسوأ النماذج المعروفة على الاطلاق.
وتتاكد صمّة هذا الفهم عند الاشارة الى أن المعالجات التي تضعها اسرائيل في الوقت الحاضى
وتلك التي يتصورها صانع القرار الاسرائيلي مستقبلاً, في ما يخص إدارة البعد السكاني للصراع في
فلسطين؛ هي معالجات تراعي الاستفادة القصوى من الأساليب التي اتبعتها النماذج الاستيطانية
القرينة, وذلك بالمعنى التاريخي القديم (مثل الاستفادة بالتجربة الصليبية). وبالمعنى الأقرب الى
عصرنا الحاضر (مثل النموذجين الانجلو- سكسوني واللاتيني وتجربة جنوب أفريقيا بصفة خاصة).
فبالاضافة الى النموذج الصهيوني لمختلف الحلول التي عرفتها النماذج السابقة؛ من إبادة وعزل
وإرهاب للسكان الأصليين؛ نشير الى درس هام وعاه الصهيونيون عن التجربة الصليبية القديمة,
وتجرية الهجرة والاسترقاق الأوروبي الأحدث. فقد سبق وذكرنا كيف أن الصليبيين لم يعتنوا بعنصر
الانتقاء السكانيء وكيف استقبلت مستوطناتهم الكثيرين من العجزة الشيوخ والنساء والأطفال؛ ممّن
شكلوا عبئاً عند الصدام بالقوة العربية الاسلامية. هذا بينما عتى المشروع الصهيوني الاستيطاني
بانتقاء العناصر المهاجرة الى فلسطين؛ بحيث تكون عناصر شابة فتية؛ أو علمية مؤهلة؛ صالحة للعطاء
في أوقات السلم والحرب!*')؛ وهو ما لا يدل على أخذ التجرية الصليبية في الاعتبار فقطء بل ويدل»
كذلك؛ على مراجعة التجرية الأوروبية في الاسترقاق؛ فقد كان تجار الرقيق الأوروبيون يفضلون أن
تكون ضحاياهم بين الخامسة عشر والخامسة والثلاثين من عمرهمء أي في سن القتوة والخصوبة,
ويشحنون من هؤلاء الى مستوطناتهم الجديدة: الأكثر صحة وعافية(09).
التكييف الصهيوتي الاسرائيلي للمشكلة السكانية
بتطوّر الصراع الصهيوني - العربي. بعامة, والبعد الاسرائيلي الفلسطيني في هذا
العدد 157 تموز ( يوليى) 1545 يون فلسلؤية ,> - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)