شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 63)
- المحتوى
-
د. نبيل حيدري سح
اما اقتراحاته لمواجهة هذه الحالة؛ فتقضيء اول بالاحتقاظ بالنموذج الوحيد للسلام العربي -
الاسرائيلي؛ ان ان معاهدة سلام «واحدة في اليد خير من عشر على الشجرة»: ذلك ان التقدم في عملية
السلام من شأنه ان يساعد في تدعيم العلاقات المصرية الاسرائيلية. ويمكن للولايات المتحدة ان
تساعد في حل طائفة واسعة من المعضلات الثنائية. والنقطة الثانية؛ هي في مواصلة عملية السلام؛
فالجمود الحالي لا يستبعد اقرار سلام عربي - اسرائيلي أوسع د نطاقاًء وقد اريست كل من اسرائيل
والاردن ارضية مشتركة بشأن شروط التفاوضء وهى اساس يستحق البناء عليه. واي كانت عملية
التفاوض التي ستنشاً من ذلكء فانها لا بد وأن تشمل تمثيلاً فلسطينياً في كل مرحلة من المراحل: كما
لا ينبغي غلق الباب في وجه المشاركة السورية؛ والسوفياتية. ثالثاً: التركيز على الضفة الفلسطينية
وقطاع غزة؛ ففي الوقت الذي يتعي على كل من اسرائيل والاردن تحسين اوضاع الفلسطيتيين هناك»
فان هذه المناطق تمثل آخر ما تبقى من قواعد يمكن ان يرتكز عليها اي حل للقضية الفلسطينية.
رابعاً: تقليل مخاطر نشوب مواجهة سورية اسرائيلية» وايجاد حل في جنوب لبنان يسمح بانسحاب
اسراكيل مع استقرار اوضاع الجنوب الامنية, الامر الذي يسهمء بدرجة كبيرة» في استبعاد هذه
المواجهة(25).
أن هذهء وغيرهاء من الاهداف التى على صانع القرار الاميركي ان يستلهمها قبل ان يلتقت الى
شؤون المنطقة, تحتاج الى صبر وأناة القارىء: الذي يدرك: ببصيرته النافذة ان الحديث لا يدوره
قطعاًء حول «حكايات من الماضي», بل حول وقائع خارقة في الحاضر؛ «قالميت يمسك بتلابيب الحي»؛
وهذه القصة الشائعة, بعد اجراء التعديلات المناسبة» هي قصتنا مع ميلر. فهى قال انه ليس من
طبيعة السياسة الاميركية في الشرق الاوسط دائماً ان تقدم حلولا ونتائج واضحة ومباشرة وغير مبهمة
للازمة المعنيّة, بل ان التغييرات حتى عندما تكون ناجمة عن صراعات عنيفة تأتي «مجرّأة»: وغالباً
ما تكون «بطيئة»؛ فغياب معاهدات السلام الرسمية لا يعني الانجراره بصورة حتمية؛ الى الحرب.
ومع ذلك: قرى ان العنصر الرئيس في السلام الدائم ليس موجوداً بعد والتعايش الدائم لن يأتي الا
عندما يقرر العرب والاسرائيليون ان تكاليف المواجهة فيما بينهما مكلفة يدرجة اكبر من اللازم؛
حينهاء فقطء يمكن للوساطة الاميركية ان تلعب دورأ هاماً في تقليل احتمالات وفرص المواجهة؛ وفي
«تحسين المناخ», بمجرد ان يتحقق هذا التوافق في المصالح(9*).
هذه افكار الرجل الثاني في مكتب التخطيط السياسي في وزارة الخارجية. وهي توجهات وافكار
طرحت في مرحلة صياغة السياسة الاميركية الرسمية» وطبعت مصطلحات ذات دلالة تتعدى التعابير
اللغوية لترسم توجهات رئيسة في اذهان الاطراف المعنية بالنزاع. ومن الادلّة على ما في هذه التعابير
من قوة الالزام: ان الكلام عليها قد استعار, في كثير من احواله واطواره لغة الطبيعيات: في ما يصل
منها الى المخيلة العامة, وهي اكثر اللغات قدرة على حمل الاقناع وصوغه. نعود الى لغة الطبيعيات,
ونعفٌ عن التبطر في امر عبارة «تحسين المناخ» التي شم تداولهاء منذ مدةء على الرغم من اذنا غارقون
في مسماها اكثر من اي وقت مضى؛ وننظرء مثلاًء الى عبارة «حراثة الارض» لتصبح قابلة لزرع «بذور»
المقاوضات المباشرة: ونوجزء ايضاًء في ذكر «تنفيس الاحتقان» التي تؤازر عادة: في عملها لحراثة
الارضء وجميعها تتطلب بذل المزيد من الوقت.
يلتقي هذا الاتجاه بوضوح مع الكلام الذي ردّده دانيال بايبس؛ حيث رأى ان الفرصة التي
اتاحها قرار الملك حسين بفك الارتباط الاداري عن الضفة الفلسطينية لاسرائيل اكثر من
35 شين فلسطينية العدد 151: تموز ( يوليى) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22323 (3 views)