شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 98)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 98)
- المحتوى
-
سح نشاة اسرائيل وسياسة بن - غوريون
« بن غوريون: القانون هو أمر من الامور التي يصنعها البشي».
لقد قرّر بن فوريون ان الحرب سوف ترسم حدوب الدولة. وستكون هذه الحدوب أوسع من تلك التي
خصصتها لها الأمم المتحدة. وذكر المؤلف: «ان الاسرائيئيين الاوائل ظلوا يتحركون بين هذين القطبين: الاول
يتمسك بالشرعية ويعترف بوجود المستحيل؛ والآخر عملي يقول بأن كل شيء ممكن». ومنذ ذلك الوقت؛ تكرس في
العقل الاسرائيلي موقف يصل الى حدوب العقيدة, مفاده «ان القانون الدولي لا يفرض علينا الانتحار».
وهكذا وضعت اتفاقيات الهدنة حدأ للحرب مؤقتاً. ومع هذه الاتفاقيات كانت اسرائيل سيطرت على منطقة
أوسع مما خصص لها قرار 4؟ تشرين الثاني ( نوفمبر ) العام 1917 ( قرار التقسيم الشهير ). ولم يثر هذا
الانجاز الكثير من الجدل, أى الخلاف. لكن كان هناك بين الاسرائيليين الاوائل من عزا الى بن غوريون التخلي
عن السلام من أجل الحفاظ على التوتر المطلوب لتوحيد المجتمع الاسرائيلي.
في الواقعء كان التوتر الاول هامشياً؛ أى مكذا بدا. لقد نقلت اتفاقيات الهدنة مشكلة الصراع بين
الصهيونيين والعرب من اطار المواجهة على الحدود» لتصبح مواجهة داخل البلدء بين اكثرية يهودية واقلّية
فلسطينية: «كان ذلك لقاء صعباً؛ مزيجاً من القسوة والرآفة, من الاستبداد والاحسانء: من الظلم والارتياب
والخوف». وإكنء عندما اقتتحت الجلسة الاولى للكنيست الاولء لم يمنع ذلك من ان يكون من بين اعضائه المكة
والعشرين ثلاثة من العرب.
كان ثمة من رأى في وجود عرب في الكنيست اهانة لاسرائيل. بيد أن مظاهر التشفيّ والاهانات التي استمرت
تبرز خلال المشادات الجانبية في الكنيست, لم تكن تقلل من مسعاهم الى ريط العرب بالدولة» بصورة ما. وقد
كانت الاسباب لذلك المسعى:» ولا تزال» تتعلق بدوافع الصراع والتنافس على السلطة, لاسباب انتخابية وامنية
ايضاً . وهكذا قرر حزب مباي تأهيل التنظيم العمالي العربي الذي يخضع مباشرة لاشراف الهستدروت. ولقتضي
الانتخابات: ايضاً قام مباي (الحزب الحاكم والمسؤول) بتشكيل كتل انتخابية عربية نصبٌّ عليها إشخاصاً
ينتمون الى الزعامة التقليدية. لقد سعت سياسة مباي الى الحؤول دون تبلور هذه الكتل في كتلة عربية مستقلة .
ولهذاء كان من الضروري ان يتجنَّب الحزب بلورة أية ايديولوجيا من اجل ناخبيه العرب.
وهكذاء فقد تم ربط الاقلية العريية بالدولة في سياق عملية متناقضة؛ اذ بينما سعت الاحزاب الصهيونية
المختلقة إلى استمالة المواطنين العرب» لاسباب انتخابية: مصلحية: الا ان هذه الاحزاب شجعت. في الواقع؛ على
انتهاج سياسة من شأنها ان تؤدي الى عزل السكان العرب عن النظام السياسي والاداري؛ وذلك حتى تكون
المراقية السياسية المفروضة عليهم ناجحة. لقد اشركوا العرب في اللعبة الانتخابية؛ لكنهم اقصوهم عن المشاركة
في تقرير النظام السياسي للدولة. ومن هنا تبدأ المعضلة الازمة ايضاً في العلاقة بين الاكثرية اليهودية والاقلية
العربية داخل اسرائيل.
لقد لخّصت, فيما بعدء أهداف الحكم العسكري خلال السنوات الاولى على هذا النحى: تقسيم السكان
العرب إلى طوائف. ومناطقء وتعميق اجواء التنافس والاتقسام فيما بينهم (سياسة الانتداب البريطاني نفسها
«فرق تسدء). وقد هدفت هذه السياسة الى منع تبلور الشخصية الفلسطينية في وحدة واحدةء وإلى تأمين
سيطرة الحكم العسكري في تلك الفترة بصورة كاملة ومطلقة. وفي هذا الاطارء كان الجدل يتمحور حول سياسة
«اليد القوية» و «اليد اللينة», بين سياسة العزل وسياسة الدمج في الدولة» وبصورة لا تخلو من «ارتباك حقيقي
ونفاق». كان هناك من يتبجح في الكنيست: ١
«- بفضل [مجزرة] دير ياسين انتصرنا سيدي!»؛ فيما همس آخرون:
« ان هذا الاعتراف أمر مخجل».
انه الانفصام غينه القديم الجديد الذي يضرب على التوتر اليهودي التقليدي» بين بوبر وين - غوريون»
بين مائيز كهانا والآخرين؛ لكن من غير الممكن فهم الطابع الفظء والقسوة غير الاخلاقية التي ميّزت سلوك
العدد 157., تمون ( يوليى ) ١585 شْيُون فلسطؤية /ا5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5072 (6 views)