شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 99)
- المحتوى
-
حسين حجازي
هؤلاء المنتصرين ازاء اعدائهم كما ظهر في الطريقة التي تمٌ بها «توزيع الغنائم».
ان ملقات «القيّم على املاك العدوه كما اسموها حافلة بمثات القضاياء والاوراق» والملفات التي تبرز
شاهداً على عمليات النهب» والسلبء والسرقة, والقساد. وقد قال بن غوريون عن ذلكء في احدى حلسات
الحكومة: «ان المفاجأة الوحيدة التي واجهتني كانت اكتشاف عيوب خلقية في د اخلنا؛ عيوب لم اشك في وجودها؛
اقصد النهب الجماعي الذي اشترك فيه كل اوساط الييشوف».
ان الصورة التى رسمتها الوثائق عن هذه المرحلة تترك انطباعاً وحيداً عن هذا الييشوف: «مجموعة من
الرماع البدائيين» والهوحوش الظامئة للسرقة والقتل... قبائل تفتقد لأي قابلية للتنظيم؛ أناس يتحركون
بغرائزهم... شيء شبيه فقط بغزوات البرابرة في التاريخ القديم».
عشرات الآلاف من الاسرائيليين؛ ؛ جنود ومدنيون وقادة محليون ورجال دولة: نالوا قسطهم من الغذائم: واحد
صادر مقعداً وآخر يساطا؛ واحد أخذ آلة حياكة وآخر آلة حصاد ؛واحد استولى على مسكن وآخر على كرم زيتون .
«وبسرعة فائقة ومن دون صعوبة ولدت» خلال هذا الاجتياح» طبقة من الاغنياء الجدد, والتجارء والسماسرة:
والمقاولين» والوسطاء على انواعهم».
لكن, اذا وجد في ذلك الوقت من اعطى تبريراً لهذا الوضعء باعتبار ان غرائز الانقسامء والتبرير الخلقيء
والاغراءات» ضلّلت كشيرين: أو «لأنه في غياب سلطة مستقرة في كل مجالات الحياة وضع الييشوف القاتل
والمنتصر أمام اغراء مادي اجاز له التمتع بغنائم العدى على هذا النحى...» أومن هتف على نحو فلسفي: «حقاً
ان التاريخ يعيد نفسه في كل ما يتعاق بالغريزة الانسانية»» فان عمليات النهب التي نظمها الصهيوتيون م خلال
القوانين التي سنت لتحديد صلاحيات «القيّم على املاك العدى», وتعريفها الطريف ل «الغائب», هي التي
استأثرت: في الواقع, بالقسم الاكير من اعمال النهب لمتلكات الغائبين: الذين كانواء غالياً؛ حاضرين وشهوداً
على مصادرة أملاكهم.
لقد كانت طرائق مصادرة املاك الغائيين الشغل الشاغل لبن - غوريون, الذي أل على ضرورة سن قوانين
اضافية لقوانين الطوارىء تتيح للحكومة جعل الغائبين» قانونياًء غائبين الى الابد. ولقد لخّص الغرائب الفقهية
لقانون الغائب ما قاله أحدهم متهكماً في الكنيست: «انه بناء على هذا القانون» فان جيش الدفاع الاسرائيلي هى
جيش غاتبين»؛ فالحكم بأن كل شخص ترك مدينته. بعد 5؟ تشرين الثاني ( نوفمبر) 154/4 هو غائي ما لم
يتسلم وثيقة تثبت انه ليس غائبأء كان ينطبق» ايضاًء على أفراد الجيش الاسرائيلي. وهكذا صودرت؛ وقق هذا
القانون العجيب الغريب, ملايين الدونمات من الأراضيء ومنازلء وحوانيت. وأمتعة, وأموال, وودائع؛ ومخازن,
ومحلات تجارية: الخ. بل ووصل الأمر حد تجميد أملاك الوقف الاسلامي ايضاً؛ باعتبار ان املاك الوقف
الاسلامي؛ حسب الشريعة الاسلامية, هي ملك الله. وهيء اذأًء كأنها املاك غائب!
لقد نقذ بن - غوريون بالنصب «القانوني» كل هذه السرقات؛ وذلك دائماً حسب مبدآه القائل؛ ان مصلحة
الدولة يجب ان تكون فوق أي اعتبار آخر, وفوق أي اعتبار اخلاقي بالتأكيد. ان مصلحة الدولة أيضاً وهذه
عبارة غامضة ومطاطية هي التي ستبرر وتوجّه النشاط الكبير في الخارج لجلب المهاجرين الجدد من اليهود الى
اسرائيل. كان بن غوريون يرى في الهجرة «أهم عنصر من عناص الأمن القوميء؛ والقوة العسكرية لدولة
اسرائيل». هذا هو الهدف الذي يسصو على ما عداه. أما الحاجة الى اتقاذ اليهود من الأضطهاد؛ وهي
الايديولوجيا الرسمية التي روّجت لها الحكومة, فنادراً ما تحدث بن غوريون عنها.
كان يؤرقه الهاجس ذاته الذي أرق زعماء اسرائيل بعد اربعين عاماً على تأسيسها؛ أي سعي اسرائيل الى
تجاوز هوّة عدم التجانس الكمّي بينها وبين اعدائها العرب. ولهذا الاعتبارء ظهر التركيز على اولوية تنشيط
عمليات الهجرة في السياسة الخارجية الدولة. وقد نظرء منذ ذلك الوقت» الى وظيفة الديلوماسية كتابع للأمن.
ان فكرة الدولة المحاربة التي تعتمد على القوة والسيف سبيلاٌ وحيداً الى الحياة وجدت بذورها في ذلك
54 لشؤُون فلسطيزية الحدد .١157 تموز ( يوليى ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22383 (3 views)