شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 102)
- المحتوى
-
سح نشاة أسرائيل وسياسة بن غوريون
الى الاتفاق على تعريف «ما هي الدولة؟ى التي اعتبروها «دولة جميع اليهود في العالم». بيد انهم فشلوا في تحديد
دمن هى اليهودي؟».
ولكن على العكس من الطريقة التي انتهجها بن غوريون تجاه الأزمة بين المتدينين والعلمانيين» كان موقفه
خلال الصراع مع اليسار: ومع المؤسسة الصهيونية؛ اكثر حسماًء ويعداً من المرونة. لم يكن الأمر يتعلق» هناء
بالفصل بين الحقائقء وانما بالصراع على السلطة؛ وتثبيت دورها. لقد كانت الحروب التي بدآأت بعد شهور قليلة
من اعلان اسرائيلء تفرضها ضرورات النزاع على السلطة. ولذلك/ لم يكن ثمة مفرّ من مواجهتهاء أو تأجيلها.
وهكذا لم تكد الحرب تضع اوزارها. ضد الدول العربية» حتى بدأت المعركة مع المنظمة الصهيونية التي
بدأت اتتحسس اهميتها دورها - تدريجياً منذ ذلك الوقت. وقد بدىء. أولاء بغلق مؤسسة الهجرة التي حلت
رسمياً؛ في آذار (مارس) 15017, بعد نشر انباء الفضائح المالية» والفساد الذي رافق اعمالها في الخارج ؛ كما تمّ
تشديد القيود على مؤسسة الاستيطان: بعد تحميلها مسؤولية العجز عن تأمين السكن والعمل للمهاجرين
الجدد. والواقع؛ ان الصراع بين الدولة والمؤوسسة الصهيونية كان تعبيراً عن رغبة بن غوريون في انهاء مرحلة
الازدواجية في الادوار والوظائف؛ كما كان تعبيراً عن انتصار فكرة اسرائيل نفسها على حساب «التيار النضالي»
للحركة الصهيونية في المهجر. حيث رفب بن - غوريون في التشجيع على تولي اسرائيل الاشراف المباشرء واحتكار
الدور الذي كانت تضطلع يه المنظمة الصهيونية.
وف ذلك الوقت, لم يكن ثمة من انتبه للمسار. كانت مهمة أعطاء الصلاحيات كافة للدولة هى الاتجاه
الطاغي . ولكن بينما كان الصراع بين الدولة والمؤسسة الصهيونية يبدو مبرراً» منطقياًء مع تغيير الظروف؛ فقد
كان الصراع داخل بؤرة السلطة بين الكتل الحزبية» لا سيما في التنافس على كسب ولاء الجيش؛ نسخة أخرى
من الصراع الذي عرفته دول العالم الثالث حديثة العهد في التنافس على الحكم؛ حيث ينظر الى مؤسسة الجيش
باعتيارها الموقع الاكثر خطورة في هيكل السلطة.
ولم يتأخر بن غوريون: في مناخ يتسم بفقدان الثقة والشكوك والهواجس المتبادلة, في توجيه الضربة
الحاسمة؛ حين قرر, في تشرين الثاني ( نوفمبر ) »١1554 حل قيادة البلماح. وقد نظر خصوم مباي في حزب مبام»
الذي كانت له السيطرة في قيادة البلماح, الى الخطوة التي اتخذها بن غوريون بحل قيادة البلماح باعتيارها
عملية انقلابية. أمّا بن - غوريون: فقد نظر الى دعوة قادة البلماح الى احياء ذكرى حلهاء بعد مرور سنة على
ذلك؛ باعتباره عملا أسوأ من حادثة «التليناء (الباخرة التي استأجرها مناحيم بيغن لنقل اسلحة ومتطوعين» وقد
أمر بن - غوريون» في حزيران - يونيى :١54/ بقصفها قبالة شاطىء تل ابيبء واحترقت: وقتل فيها ١
شخصاً)؛ أي باعتباره عملا من تحدي السلطة. كانوا جميعاً يعيشون هاجس الخوف والحذر المتبادل؛ رأت
«حيروت» في التمسك بقوانين الطوارىء عمل موجّهاً ضدهاء ورأى بن - غوريون في نشاط مبام داخل الجيش
عملاً تخريبياً موجهاً ضد مباي. وخلال النصف الثاني من العام :156٠ بلغ التوتر بين الكتلتين الكبيرتين ذروة
لا مثيل لها من قبل» حين بدأت تتضح الخيارات الايديولوجية لكلا الحزبين العمّاليين: وحين بدأت؛ قبل ذلك»
تتكشف ابعاد التدخلات الدولية في الصراع والتجاذب بين القوتين العظميين على كسب الدولة الجديدة: وكانت
هذه الامور ظهرت في اثناء الازمة الكورية, التي فتحت مسار الحرب الباردة بين الجبارين.
لقد شجعت الولايات المتحدة الاميركية اسرائيل على الانخراط في دائرة نفوذها. وفي غضون ذلك» سعت الى
تعزيز قوة مباي. فقبل الانتخابات للكنيست الاول ببضعة أيام» أعلن الاميركيون انهم مستعدون لاقراض
اسرائيل مبلغ مئة مليون دولار» وكان هذا ميلقا كبيراً جداً في حسابات تلك الايام. وقد أثار هذا التشجيع حفيظة
حزب مبامء الذي اعتبر في نظر السفير الاميركي في اسرائيل آنذاك: جيمس ماكدوناك؛ عميلاً للاتحاد السوفياتي.
وهكذاء نظر مبام بارتياب واضح الى وقوف اسرائيل الى جانب الولايات المتحدة من ازمة كورياء ورأى في تلك
السياسة تعارضاً مع «المصلحة الوطنية» لاسرائيل.
أمّا في مبايء فقد رحُبوا بالخيط الممدود اليهم من جانب الاميركيين؛ وسارعوا الى تشديد الارتباط,
العدد 153: تموز ( يوليى ) ١544 شثون فلسطزية ك1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10380 (4 views)