شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 103)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 103)
المحتوى
حسين حجازي ‏
فتقدموا بطلب آخر من الولايات المتحدة للسماح لهم بتدريب بعض ضباط الجيش الاسرائيلي في صفوف الجيش
الاميركي» وفي وزارة الخارجية الاميركية استجابوا لهذا الطلب؛ باعتباره سيؤدي الى تعميق ارتباط اسرائيل يهم .
لقد بدأ التلاقي من هنا. كان ثمة من نظر الى الصراع بين اليمين واليسار في اسرائيل, أذ أًء كامتد اد للتنافس
بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي» وان كان الأمر لا يخلو من التضليل. ففي حماة الحرب الباردة بين
القوتين العظميين لم تكن التقويمات تنجومن المغالاة, والمبالغة. فقد وصف بن غوريون الصراع بين مباي ومبام
كصراع بين الاشتراكية الصهيونية والشعبة اليهودية في الحزب الشيوعي السوفياتي, سواء على الصعيد
اليهودي» أو على الصعيد الدولي. وفي لندن» بعث سفير الولايات المتحدة بتقويم سرّي جداً» الى واشنطن, جاء
فيه: «ان مناحيم بيغن قد يعطي الاتحاد السوفياتي نفوذاً في اسراكيل يسبب عد ائهما المشترك لبريطانيا ولاسباب
أخرى»! ومع ذلك؛ فقد استطاع بن - غوريون ان ينجح في المحافظة على استمرارية النظام واستقراره ووسط كل
هذه الصراعات. لقد نجح في ان يجعل من نقسه المصدر الأوحد للسلطة. وفي الالتفاف على خصومه وضريهم:
كما نجح في ان يضفي على السلطة طابع افكاره؛ ونجح في أمر آخر يفوق كل نجاحاته أهمية؛ وهى ابقاء التوتر
اليهودي قائماً داخل السلطة والمجتمع» وهو التوتر الذي ما انفك يلاحق اسرائيل بعد اريعين عاماً من نشأتهاء
والذي يجمع أليه دوام الصراع بين الاسرائيليين والفلسطينيين: الذي لم يشأ بن غوريون أخذه عل محمل
الجد.
إن حكاية الاسرائيليين الاوائل هي حكاية مزدوجة. لقد نجحوا في الحرب مع العرب, لكنهم لم يتمكنوا من
القضاء على اسباب الحرب. لقد حلموا بأن يهود العالم سيأتون من اربعة اركان الارض فور أعلان اسرائيل؛
غير ان هؤلاء لم يأتوا؛ واسرائيل استمرت كما كانت؛ وستظل» أبداً. دولة صغيرة. وفي محور التاريخ» لن يكون
بمقدور الاقلية التغلّب على الاكثرية. أمّا الانتصار على الفلسطينيين؛ فقد كان هو الخديعة الكبرى المضلّلة .
وليس ثمة مفارقة. ان مشكلة الاسرائيليين الاوائل هي مشكلة الاسرائيليين الجدد. وقد عكست العقود
الاربعة الماضية اخفاق افكار بن غوريون وفشل سياسته التي ظلت تطبع نهج حركة «العمل» الصهيونية. فمنذ
العام /ا/191: بدا نجم حزب «العمل» (مباي) يذوي في الحياة السياسية. و في خريف العام 198 عاد المتدينون
الى سابق قوتهم التي كانوا عليها في بداية قيام اسرائيل؛ وما انتصار اليمين على اليسار في انتخابات الكنيست
الثاني عشي الآ تعبيراً ساطعاً عن فشل وسقوط سياسة بن غوريون. فاسرائيل لم تستطع ان تشكل الجسر
الذي سيصهر الثقافات؛ وحنكة بن غوريون لم تفعل اكثر من تأجيل انفجار التوترات إلى حين.
حسين حجازذي
1 شْيُونُ فلسطزية العدد 156 تموز ( يوليو) 1545
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7177 (4 views)