شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 132)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 132)
المحتوى
سل المستوطنون يطالبون الجيش بشن محرب كاملة»...
فلسطيني, وجرح نحو عشرة آلاف» وثمة سبعة آلاف
فلسطيني قيد الاعتقال (معاريف, 15145/7/5).
والسؤالء كم فلسطينياً كان يجب على الجيش ان
المستوطنين غير متسامح؟ فالمستوطنون الذين لا
يرون أملاً في التغلب على الانتفاضة:, يطالبون
الجيش باعتبار الانتفاضة «حرياً كاملة» يجب عليه
خوضها بكل ما تتطلبه قواعد الحرب العسكرية؛ أي
«قتل العدى والذي هو في هذه الحالة, السكان
المدنييون العرب» (روينشتاين: مصدر سبق ذكره) .
وفي ظل الوضع الجغرافي المعقّدء والتركيبة
الديمغرافية القائمة في المناطق القلسطينية المحتلة,
يطالب المستوطنون الجيش بالمستحيل. فهم
«يدركون أن الحكومة الاسرائيلية لن تضم المناطق
[المحتلة]» ولن تطردء ايضاء العرب» أو تقضي على
غالبيتهم. ان المستوطنين يقفزون ويرفسون
بأقدامهم عندما لا يحصلون على مرادهم. وهم بذلك
يقوّضون الجيش الاسرائيي» أي يقوضون الحماية
المتوفرة لنا جميعاً. ويشنون حملات عقابية ضد
السكان: ويصبحون في حاجة؛ اكثر من ذي قبل» الى
وسائل عديدة للحماية. ومن هى العنصر الذي
يطالبونه بتوفير تلك الوسائل لحمايتهم؟ انه الجيش
الاسرائيني الذي يوجهون اليه الاهاناتء ويثقلون
كاهله بعبء ثقيل على الرغم من أنه غير قادر حتى
على تحمل العبء الحالي» (ارييه بيلغي» عل همشمار,
ره كم
العقلانيون من الاسرائيليين لا يرون ما يراه
المستوطنون المتطرفون. فهؤلاء العقلانيون
يعارضون ظاهرة انتشار «الميليشيات الشعبية»:
لان انتشارها يقود الى فوضى كاملة قد تتدهور فيها
. الامور الى درجة تحويل الانتفاضة الى «حرب
حقيقية». ويرون أن الجيش الاسرائيلي هو المؤسسة
الرسمية؛ ويما أن رئيس الاركان يقف على رأس
جيش «لشعب منقسم بين المطالبين بالمحافظة على
تكامل البلد ويين من يرفض يشدة السيطرة على
شعب آخرء قهى (اي رئيس الاركان) يسير على جسر
ضيق يصل بين طرفي هوة سحيقة؛ ومن يطلب من
رئيس الاركان التصرف بأكثر مما يتصرف كأنه
يطالب بتحطيم هذا الجسر» (شيفع فايتسء داقان
0
وأكثر من هذاء لقد بدأ بعض الاسرائيليين
الحريصين على بقاء اسرائيل وسط المتغيرات الكثيرة,
سواء بالنسبة الى المشروع الصهيوني وآفاقه؛ أى
بالنسبة الى الظروف الاقليمية المحيطة: يدرك ان
المستوطنين في تصرفاتهم انما «يدمّرون الهيكل
القالث ويقودون الجميع الى شفير الهاوية... وهم
يسارعون في تقريب الحرب الاهلية» (دافار,
4 بل أن هذا البعض راح يتحدث عن
المشاكل الاخلاقية التي يسببها الاحتلال» معتبراً
أن مصدر الخطأ في كل ما يجرى «يكمن في مشروع
الاستيطان. فطالما ان الاستيطان قائم وموجودء
وطالما لم يتم تقليصه الى احجام منطقية؛ وتسخيره
لمبدأ ' أراض مقابل سلام' » فسوف يظل من دون
دقاع شامل. ومن دون هذا الدفاع, يشعر
المستوطنون بأنهم مهملون, وأنهم تعرضوا للخيانة,
ويتوجهون ضضد الجيش الاسرائيلي حيث يضعفون
من امننا جميعاء وهكذا دوأليك» (بيلغي: مصدر
سيق ذكره) .
والمأزق الحقيقي للجيش الاسرائيئي مصدره
الانتفاضة التى تجذَّرت وتصلّب عودها؛ وغدت نمط
حياة للفلسطينيين في الاراضي المحتلة. وقد أصبح
لدى معظم قادة اسرائيلء العسكريين والسياسيين:
انطباع يأنه من الصعب القضاء عسكرياً على
الانتفاضة المتواصلة. وتكرر هذا الاعتراف مراراًء
حتى من شامير, الذي قال في حضور أعضاء
السكرتارية السياسية للكيبوتس الديني: «ان
الانتفاضة هى احدى أشكال الحرب التى يخوضها
أعداؤنا ضد وجودنا... لقد وصلنا الى وضع
صعب... والمعركة الامنية صعبة» ووجود اسرائيل
هى المعنيّ فيها... ونحن نبحث عن الاسلوب
الأفضل لمعالجة هذ! ا موضوع؛ واعتقد بأننا نقترب
من ذلكء على الرغم من أن هذا الأمر ليس سهلاٌ»
(معاريف, 19481/5/5). فالانتفاضة هيء من
وجهة نظر الفلس طينيسين - حسب قول أحد
العسكريين الاسرائيليين المجرّبِين ‏ «بمثابة انجان
وكلما مرّ الوقت. كلما كان من الصعوبة أكثر
اجبارهم على ايقافها. وعلى الرغم من تزايد عدد
المصابين والمصاعب التي يواجهها السكان؛ فلا
يبدى أن زيادة استخدام الاجراءات العسكرية
(كمضاعفة عدد المنازل التي تهدمها السلطات:
العدد ‎,١57‏ تموز ( يوليى) 1545 شْيُون فلسطيفية ‎١1‏
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22443 (3 views)