شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 134)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 134)
المحتوى
سل المستوطنون يطاليون الجيش بشن دحرب كاملة»...
الولايات المتحدة لاسرائيل بأن تقدم» هذه الاخيرة,
مبادرة سياسية خاصة بها لدفع مسار التسوية في
منطقة الشرق الاوسط. ويبدى شامير وسط كل هذا
التعقيد كمن يمسك العصا من المنتصف. قهي من
جهة:. رمن بقاءه في رئاسة الحكومة بالمبادرة التي
طرحها في واشنطنء ويريد تحاشي فك عقد الشراكة
مع المعراخ, وهىء من الجهة الأخرىء يريد تلطيف
الأجواء مع المستوطنينء, حتى يستطيع عزل
أخصامه في تكتل الليكود, انتظاراً لجلسة مركز
الحركة التى أجريت في الخامس من الشهر الجاري.
وفي الانتظان بدا شامير يسير على حبل دقيق؛ ويداء
من خلال تصريحاته: وكأنه يقول الشيء وعكسه في
آن. ففي أكثر من مناسية:, أكد تفهّمه «لضائقة
المستوطنين» في الوقت الذي رفض ظاهرة لجوء
المستوطنين الى أخذ «القانون» بأيديهم. وعلى الرغم
من كل ذلك؛ فاته لم ينجح في مواصلة خطابه الى
جمهور مستوطلنة اريئيل» عندما كان يشارك في تأبين
مستوطن منهاء وتلقى اهانات من بعض المستوطنين
الغاضبينء مثل «خائن» ي «شامير رئيس وزراء
الانتفاضة».
وف هذا الاطار, فالأمر ليس سهلاً على شامير.
فالسياسيون الذين يقفون وراء المستوطنين
ويحرّضونهم يدركون أن هؤلاء «لا يثقون ب [أقوال]
اسحق شامير وموشي أرنس بأن الحكم الذاتي لن
يقوب أيدا الى قيام دولة فلسطينية معادية.
وتصريحات رئيس الحكومة بشأن ' ولا شبر' و ' لن
نعطي لهم' [أي للفلسطينيين] شيئا ما لا تقنعهم.
وهم يلمحون: بواسطة هجماتهم داخل القرى
العريية, الى زعامة الليكود» بأئه اذا ما وافقت
الحكومة على تقسيم ارض - اسرائيل الغربية من
جديدء وإذا ما فرض هذا الاتقاق اخلاء بضع
المستوطنات... فانهم, اي المستوطتونء لن يخلوها
بارادتهم» (فولص» هآرتس. ؟/5/ 1945).
الى هذاء فان رهان شامير الأساسي هو على
كسب الوقت مرحلياً للخروج من الجمود مؤقتاً.
ولهذ! السببء بالذات: جاءت مبادرقه مليئة
بالضبابية والغموض. فالخلافات الجوهرية بين
المزبين الأساسيين في الحكومة قائمة وسارية
المفعول. «الليكود يصرّ على رأيه: أرض - اسرائيل
الكاملة ملك لنا؛ والمعراخ يقول بمبد؟ ' أراضر
مقايل سلام' . وقد وجد الحزبان حلا وسطأ مؤقتاً
بينهما (مبادرة سياسية بدلا من مشروع سلام) من
أجل سلامة الحكومة. وهذا حل وسطد اخلي ضعيف
جداً ومشروط أيضسأ» (ليفي اسحق هيروشلمي»
مصاريف. 6؟/1587/5). ومن جهة آخرى. ان
شامير مطالب باظهار مواقف أكثر وضوحاً في مبادرته
من أطراف عدة, من الاميركين والمتطرفين في اليكو
وشركائه في الحكومة. وكل هذا تحت تأثير وقع
الانتفاضة الضاغط يومياًء على الاوضاع في
اسرائيل. ومن الواضع» ان رئيس الحكومة
الاسرائيلية ليس مستعدأ لتليين موقفه. ولى افترضنا
أنه فعل ذلك ارضاء لرغبة أميركية» فهل سيكون في
مقدوره مواجهة الوضع الداخلي القائم في حزيه؟
فال مرونة في هذه الظروف تخدمء فقطء أخصامه في
الليكوبء ولذلك «انعكاسات داخلية في كل
الاتجاهات. قاذا ذهب الليكوب بعض الشىء في اتجاه
الاميركيين. سوف تتأجج نيران الخلاف داخله
بشكل أكبر؛ وإذا لم يوافق رئيس الحكومة ووزيد
خارجيته ‏ على سبيل المثال ‏ على السماح لعرب
القدس الشرقية بالاشتراك في الانتخابات: قد تنش
مشاكل ليست فقط مع الاميركيين؛ فأسحق رابين
وشمعون بيرس لديهماء أيضاًء رأي واضح في هذه
المسألة. وإذا لم يصر الاثنان على رأيهماء فسوف
يقور عليهما حزيهما. وليس في الليكود فقط هناك من
يدعى الى عدم التراجع وطي الأعلام؛ ولكن في
المعراخ, ايضاًء ‎٠‏ يوجد من يقول أن هناك حدوداً
للتراجع» (المصدر نفسه) .
الانتفاضة تعمّق الخلافات
أدّى كل ذلك الى مزيد من التعقيدات على
الساحة الاسرائيلية الداخلية. خصوصاً لدى
الأحزاب الاسرائيلية. ويبدى ان شامير يسير باتجاه
مواجهة أزمة لا بد منها. فهى ان استطاع التغلب
على أزمة حزبه الداخلية, سيطالّبء عندئذِء من قبل
الاميركيين بدفع عجلة خطته الى امام. وف مثل تلك
الظروف, سيشعر المستوطنون بأن ساعة الحقيقة
قد اقتربت, فكيف سيتصرفون؟ هل يلجأون الى
استخدام سلاحهم الذي ساهم شامير وأمثاله من
المتطرفين في تزويدهم بهء فتتحقق مقولة «لقد قام
المسخ على خالقه»؟
العدد 155 تمون ( يوليى ) ‎١545‏ بون فلسطيزية 1
تاريخ
يوليو ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)