شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 135)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 196 (ص 135)
- المحتوى
-
البعض رأى أن أية تسوية «لا يمكن أن تتم الا
على اساس التنازل عن أراض فلسطينية واسعة,
احتلتها اسرائيل منذ العام 415517 مضيقاً ان
الخلاف القائم في اسرائيل» اليوم, لا يتركز على حجم
التنازلات التي تسمح اسرائيل لنفسها بالتنازل
عنهاء وائما هل أن السلام «ممكن الآن»؟ وهل هى
«واقعى الآن»؟ وأكد هذا اليعض أنه كلما اتضحت
آفاق السلام ازداد عدد الاسرائيليين الذين
«يوافقون على مبدأ التنازل عن السيطرة على المناطق
التي لا يوجد لهاء عملياًء اي معنى ذي فائدة في
الحياة اليومية لغالبية الاسرائيليين». وأكثر من هذاء
«فان غالبية المؤيدين المعروفين بحماسهم الشديد
لفكرة ' أرض - اسرائيل الكاملة ' يقيمون ويكسبون
رزقهم دأخل الخط الأخضر. ويتملّكهم شعور د اخلي»
على الرغم من رفضهم الافصاح عن ذلكء يأنه من
ناحية مصلحتهم الحقيقية والأساسية:, لهم
ولأحبائهم؛ قان السلام فحسب يجلب لهم البركة.
حتى لو ارتبط بتنازلات اقليمية غير مرغوب فيهاء من
وجهة نظرهم» (غادي ياتسيفء, عل همشمار.
تكله 0
ازاء هذ الواقع فان ضائقة المستوطنين الذين
ربطوا مصيرهم الشخصي باستمرار حالة «الحرب
الابيدية» سوف تزدادء وسوف يزداد الفرز داخل
المجتمع الاسرائيل كلما برزت آفاق السلام؛ وتزداد
عزلة الداعين الى استمرار التعايش مع حالة الحرب
الدائمة. ففي اسرائيلء يخوض الاسرائيليون في
جدال داخلي حول «الاساليب الأكثر نجاعة؛ اى
الاقل نجاعة؛ من أجل الوصول الى السلام المنتظر.
وسوف يعارض هؤلاء [المستوطنون]ء أكثر فآكثر,
حقيقة الفكرة التي تقول: ان السلام هو حقاً؛ هدف
منتظر؟ وسوف يصارعونء بشدة: كل مسان ناجع,
أى غير ناجعء للوصول اليه؛ وفي مرحلة ما سوف
نصل الى النقطة التي يتوضح فيها لمعظم الجمهور
في اسرائيل؛ ولؤيدي فكرة أرض - اسرائيل الكاملة
ايضاًء ان المستوطنين أنفسهم هم حجر العثرة
والحاجز الفاصل بيذنا وبين السلام... هذه هي
بالضبط؛ الخلفية النفسية والفكرية لنمى حركات
اجتماعية متطرفة: على استعداد لتنفيذ أعمال
يائسة. فالاحباط يتزايد في صفوفهم» ويتزايد» كذلك»
استعدادهم لتنفيذ أعمال فظيعة أكش. من المحتمل
محمد عبدالريحمن حك
ان تقودناء جميعاً: الى الهاوية» (المصدر نفسه) .
أمَا بالنسبة الى الواقعيين من الاسرائيليين:
الذين أدركوا استحالة بقاء الاحتلال وخطورة بقاء
الوضع الراهن على مستقبل اسرائيل» وفق المتغيرات
الدولية والاقليمية ووفق واقع حال المشروع
الصهيوني ذاتهء الذي فقد بريقه الايديولوجي؛
فانهم يعترفون: الآن» بأنه بعد اثذين وعشرين عاماً
من احتلال الضفة الفلسطينية وقطاع غزة: فان
الضفة والقطاع بقيا أرضاً عربية: وان بضع عشرات
آلاف من المستوطنين «لم يغيروا هذه الحقيقية. وان
ضمّ الاراضي [المحتلة] سوف يرفع نسبة السكان
العرب في اسرائيل الى 5” بالمكة. وبذلك تتحول
اسرائيل الى دولة ثنائية القومية؛ ولا أحد [من
الاسرائيليين] يريد ذلك» (هآرقس, ١؟7/5/ 1545).
ليس هذا فقطء بل ان الادعاءات الاسرائيلية
السابقة بأن سنوات الاحتلال الطويلة كافية لمد
جسور الثقة «والعلاقات الانسانية» وعلاقات
«حسن الجوار» وربط المناطق المحتلة باسرائيل
ذهبت أدراج الرياح؛ «فلا يكاد يوجد. اليوم؛ في
المناطق [المحتلة] عائلة عربية وأحدة لا تملك سيباً
وجيهاً لكره اسرائيل؛ ليس لسيب قومي سياسي
فحسبء وأنما لسبب شخصي انساتي أيضاً؛ قلا
يكاد توجد عائلة في المناطق [المحتلة] لم يقتل؛ أو
يجرحء أو يعتقل» لها ابن؛ أى تعرض للاهانة أحد
ابنائها الى حد تمريغ كرامته في التراب؛ ولا توجد
عائلة في المناطق [المحتلة] لم تعاني كثيراً. دون ذنب
اقترفته, من العقاب الجماعي بفرض منع التجول
وغلق المناطق ى' وسائل” أخرى» (حانه زيمرء داقان
ا
الى هذاء تبقى الانتفاضة هي المحرك الاسابي
لكل الأحداث والتفاعلات التي نشهدها على أكثر من
صعيد في مجال القضية الوطنية للشعب العربي
الفلسطيني. ان جوهر الانتفاضة هي انها لم تعد
مجرد حدثء بل انها «الحدث الوحيد في اسرائيل
الآن» ويقية الأحداث كلها من مشتقاتهاء (غابي
بشانء عل همشمار, 1549/1/19). وإحد أهم
مشتقات الانتفاضة هى هذا الانفصال الكبير
والمتواصل بين اسرائيل والمناطق المحتلة. لقد تفككت
كل الروابط التي حاول الاحتلال نسجها في كل
المجالات. وقد ساهمت السلطات الاسرائيلية,
1 شين قلسطزية العدد 157: تموز ( يوليى) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 196
- تاريخ
- يوليو ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22301 (3 views)