شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 7)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 7)
- المحتوى
-
د. احمد سعيد نوفل سح
أربعين سنة. وما كتب عن القضية الفلسطينية يعتبر أضعاف ما كتب عن أي قضية أخرى في الأقطار
العربية؛ ومع ذلك نجد الجهل بها وبخلفيات الصراع العربي - الصهيوني عند الشياب العربي
بشكل خاص أمراً لافتاً للنظر. وكان من المفروض ان تكون الجامعات العربية المنارة التي يستنير بها
الطلبة العرب حول قضيتهم الأساسية. ونحن لا نستطيع ان نضع اللوم على الطلبة لجهلهم بحقيقة
العدى الذي يهدد وجودهم؛ لان الخطأ يقع, في الأساس,ء على السياسة التعليمية. فالمناهج التعليمية
للمرحلة الثانوية لا تتحدث عن القضية الفلسطينية الا من خلال منظور ضيق لا يتجاوز الصفحات
القليلة في كتب الاجتماع» والتاريخ؛ ويدخل الطالبء بعد ذلكء الى الجامعة, وتستمر سياسة التجهيل
وفي دراسة هامّة جداً أشرف عليها د. انيس صايغ؛ تحت عنوان «الجهل بالقضية الفلسطينية؛
دراسة في معلومات الجامعيين العرب عن القضية الفلسطينية», توصل الى نتيجة مفادها ان «المثقف
الجامعي العربي الملتزم يعرف أقل من خمس المعلومات المفروض منه ان يعرفها عن فلسطين وقضية
فلسطين», وان معدل المعلومات التي كان الشباب الجامعي العربيء الذي أجري عليه الاختبان
يعرفها عن القضية الفلسطينية لا تتجاون 18 بالمكة().
ومع ان الطلبة العرب الذين أجري الاختبار عليهم قال ١ بالمئة منهم ان اهتمامهم كبير جداً
بالقضية, و51 بالمئة اهتمامهم كبير, الا ان النتائج أظهرت ان معلوماتهم عن القضية بسيطة جداً.
حتى عند اجابتهم عن الاسئلة الأساسية والبسيطة عن فلسطين. ومن الأمثلة على جهل الطلبة (وكان
عددهم ١١7 طالبا يدرسون في جامعات القاهرة وبيروت) ان نصفهم لم يفرق بين اليهود والصهيونية,
وثمانية بالمئة منهم أجابوا اجابة صحيحة عن شخصيات فلسطينية وعربية ويهودية» وواحد بالمئة,
فقطء منهم أجاب اجابة صحيحة عن أحزاب فلسطين العربية» واربعة بالمئة عن الاحزاب اليهودية,
وتسعة بالمكة عن العنف اليهوديء وخمسة بالمئة يعرفون كتباً عن فلسطين(؟)
ومع ان هذه الدراسة قديمة نسبياً. الا ان حال اليوم ليس أفضل بكثير من حال الأمس. فمن
خلال تجربتي في تدريس القضية الفلسطينية في بعض الجامعات العربية: وتجربة بعض الزملاء في
هذا المجال؛ وجدت ان نسبة الجهل بالقضية الفلسطينية تزداد يوماً عن يوم؛ على الرغم من خصوصية
القضية الفلسطينية» ومن قرار مجلس اتحاد الجامعات العربية بضرورة تدريس هذه المادة. وأثبتت
الدراسات ان حجم ما يتلقاه الطالب الأميركي في الجامعة عن القضية الفلسطينية أفضل من معظم
ما يتلقاه الطالب العربي في الأقطار العربية(؟)
ويبدى ان تدريس القضية الفلسطينية في الجامعات د لحري له بعد سياسيء لآن الطلاب العرب
لا يعرفون عن قضايا امتهم الأساسية الآ بمقدار ما تريد الأنظمة العربية ان يعرفوا عنها؛ كما ان
الطلبة يدرسون القضية الفلسطينية في بعض الجامعات على نفس الطريقة التي تعالج بها وسائل
الاعلام الرسمية لهذه القضية ويحصلون على نفس المعلومات. ولهذاء فان استمرار جهل الشباب
الجامعي بحقيقة صراعه مع عدوه الاول؛ يجعل امر التصدي لهذا العدو صعباً؛ لآن الصراع العربي
- الصهيوني ليس صراعاً على الأرضء أو على الحدود» فقطء بل هو صراع حضاريء بكل ما تعني هذه
الكلمة من شمول وأبعاد. ومن المفروض ان تعي الجهات المسؤولة, في الأقطار العربية» هذا الأمر.
واذا كان الشباب الجامعي لا يعرف حقيقة صراعه مع الكيان الصهيوني؛ فكيف يكون مستوى الوعي
عند فئات الشعب الالخرىء غير المتعلمة وغير المثقفة, خاصة انه. بعد حرب حزيران ( يوني )
31 اثؤون فلسطؤية العدد /1517., آب ( اغسطس ) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6886 (5 views)