شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 29)
- المحتوى
-
حسنين توفيق ابراهيم ح
الدينية المتطرفة, والقائلة بعدم التنازل عن أي شبر من «أرض - اسرائيل», وضمٌ الضفة الفلسطينية
وقطاع غزة, وفرض السيادة الاسرائيلية في هذه الاراضيء وتنتهي بتصورات ورؤى الأحزاب اليسارية
والعربيةء الداعية. بدرجات متفاوتة: إلى حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني » وحقه في إقامة دولته
المستقلة. وانسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة العام .١171/ وما بين هذا وذاكء تنتشر
مواقف القوى السياسية الأخرى, اقتراباً أى ابتعاداً.
كالثاً: المشكلة الفلسطينية في الحملة الانتخا
تنيع أهمية متابعة المشكلة الفلسطينية, كما جاءت في الحملة الانتخابية للكنيست الثاني عشرء
من اعتبارات عدة» منها: ان الحملة تضمّنت الكثير من التفصيلات والتوضيحات والتعليقات لما هو
وارد في البرامج؛ كما انه, خلالهاء أظهر بعض القوى الحزبية, خاصة القوتان الرئيستان؛ مواقف
واتجاهات ازاء بعض عناصر المشكلة الفلسطينية: لم تكن واردة؛ أو. على الأقل؛ لم تكن واضحة في
البرامج الانتخابية. وتفيد متابعة الحملة الانتخابية ورصد مواقف وسياسات القوى المتنافسة فيها
في التمييز بين ما هى استراتيجي» وما هو تكتيكي, في خططها وسياساتها.
وبستتناول الدراسة المشكلة الفلسطينية في الحملة الانتخابية كما عكستها مواقف وممارسات
العمل والليكود ؛ فهما قطبا التنافس على السلطة؛ ومحور الحملة الانتخابية.
اتسمت حملة انتخابات الكنيست الثاني عشر بعدة بسمات عدّة, لا بد من أخذها في الاعتبار
عند تتبع وضعية المشكلة الفلسطينية فيها. ومن أهم هذه السمات:
© انخراط الأحزاب: ويخاصة العمل والليكود؛ في سباق محموم من الشعارات والاتهامات
وحملات التشهير والتشكيك, عبر الصحافة وأجهزة الاعلام والمؤتمرات والاجتماعات الانتخابية» الغع.
فكل من العمل والليكود راح يِثّهِم الآخر بأنه المسؤول عن الانتفاضة؛ وبأن سياساته تعرّض أمن
اسرائيل للخطر. فقد وصف زعيم حزب العمل تكتل الليكود بأنه معسكر الخوف واليس, وقادته
مجموعة من المصابين بالعمى السياسي» وسيقودون اسرائيل إلى حرب جديدة(*")؛ وأن حزب العمل
هو الطريق لكسر الجمود(”). وتبتّى الليكود شعار أنه وحده؛ القادر على إقرار السلام؛ وأن تصورات
وسياسات حزب العمل تعرّض أمن اسرائيل للخطر. ولقد غطت حرب الشعارات هذه على مواقف كل
منهما ازاء القضايا والمشكلات الهامّة؛ وفي مقدمها المشكلة الفلسطينية.
© اتسمت مواقف القوتين الرئيستين ازاء المشكلة الفلسطينية» خلال الحملة الانتخابية: بدرجة
من الغموض والاضطراب والتناقض المحسوب. واكد بعض المعلقين أن هذه لعبة تمارسها الأحزاب»
وخاصة الكبيرة, حتى تخاطبء وتجتذب, مختلف اتجاهات اراي العام, وتقفزفوق المشكلات الكبرى؛
ومن ثم فهي تدخل في باب المناورات والرهانات الانتخابية دون أن تعني غياب استراتيجيات واضحة
للعمل أو الليكود.
ولكن؛ نظراً الى الظروف التي أحاطت بانتخابات الكنيست الثاني عشرء وبخاصة تلك المتعلقة
باستمرار الانتفاضة الفلسطينية؛ وفشل الحكومة الاسرائيلية في إخمادهاء وزيادة الاستقطاب على
المستويينء السياسي والشعبي, وفشل أي من القوتين الرئيستين في طرح بدائل واضحة تمكّن اسرائيل
من التخلص من هذه الورطة؛ كل العوامل هذه ساهمت في غموض وتمييع مواقفهما. لذلك: لم يستطع
الليكودء أى العملء أن يحسم الانقسام داخل المجتمع الاسرائيلي حول مستقبل الاراضي
58 قُوُونُ فلسطيزية العدد /151, آب ( اغسطس ) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)