شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 48)
- المحتوى
-
حل مفهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
الصهيونية. وباستثناء الهامش الدعائي الذي تضمّن مقولة «تحضير المنطقة, وانتشالها من الفقر
والمرض». لا يجد الباحث في الخطاب الصهيوني, بمجمله؛ أي تصور لشكل العلاقة مع الانسان في
المنطقة, باستثناء علاقة التصارع والاجلاء والاستيطان, المبنيّة على مزاعم الوعد الالهي؛ والحق
التاريخيء الخ.
لقد أدرك أوائل المهاجرين الصهيونيين الى فلسطين ان تحقيق مشروعهم, ذي الطابع
الاستيطاني الاجلائي, لا يمكن ان يتم برضى أهل البلاد الشرعيين, وان الخيار الصهيوني الوحيد هى
فرضه على المنطقة بالقوة. ولهذاء فان الشكل الوحيد للعلاقة مع العرب؛ الذي تصوره المستوطنون
الصهيونيون؛ والذي أصبح, فيما بعدء سياسة ثابتة لاسرائيل؛ يقوم على تسليم المنطقة العربية بالقوة
المادية اليهودية. وهو تسليم لا يلغي حالة العداء الناجمة عن استلاب الحقوق العربية؛ بل يعني
انكفاء العرب أمام هذه القوة» واقرارهم بعدم القدرة على مجابهتهاء ونزولهم عند املاءاتها. وقد عيّر
م. بلنسون, العام )١577 عن هذا التصور بالقول: «سنحارب العرب حتى يتم التوصل الى السلام.
ولن يتحقق هذا السلام الا بعد أن تصبح قوة شعب اسرائيلء في أرضه. كفيلة, مقدماًء بهزيمة أي
هجمة للعدى هزيمة 5 ساحقة, أينما كان» وبعد ان يدرك اكثر الاعداء جرأة وحماساً في كل معسكرات
الأعداء, انه لا توجد أية وسيلة لكسر قوة الشعب الاسرائيلي... ولا يوجد أي طريق آخر غير طريق
التسليم بوجوده»(١)
وتحدث دافيد بن غوريون في الفترة عينهاء عن «حيوية» السلام بالنسبة الى المشروع
الصهيوني» ولكنه ليس. السلام القائم على الغاء أسس الصراع, بل علي التأجيل المؤقت للصراع,
فقال: «ان الاتفاق مع العرب لا يستهدف احلال السلام؛ فالسلام هو حقاً. أمرحيوي بالنسبة اليتاء
لأنه لا يمكن بناء البلاد في وضع من الحرب الدائمة؛ ولكن السلام؛ بالنسبة, الياء هو وسيلة؛ أمّا
الهدفء فهو التحقيق التام للصهيونية. ولأجل هذا نحتاج؛ فقطء الى اتفاقية»(”
لقد رفض الصهيونيون» خلال عقدي الثلاثينات والأربعينات, فكرة الدولة الفلسطينية, التي
يعيش فيها كل من العرب واليهود» ويتمثل كل منهم في هيئاتها المختلفة بحسب نسبته العددية:
وأصروا على فكرة الانفصال بكيان جغرافي سياسي ذي طابع يهودي «نظيف». ولهذاء فقد تمسّكوا
بمشروع التقسيمء الذي رفضه العرب؛ لأنه يشكل انتهاكاً لحقوقهم الوطنية والسياسية . غير ان نتائج
حرب العام ١14 قلبت المعايي حيث تمكن المستوطنون اليهود من السيطرة على القسم الأكبر من
أرض فلسطين؛ وكانت اتفاقيات الهدنة تعبّر عن تسليم العرب بالهزيمة في تلك الحرب.
وفي العام »١4545 ذهب العرب الى مفاوضات الصلح في لوزان» ليعرضوا على الاسرائيليين القبول
بحدود التقسيم مقابل اتفاقيات سلام نهائي مع العرب» وهوما كان يشكل جوهر المطالب الاسرائيلية
قبل الحرب؛ غير ان الرد الاسرائيلي كان الرفض. وقد كتب مندوب الولايات المتحدة الى مفاوضات
لوزان» مارك ارتريج؛ رسالة الى الرئيس الاميركي هاري ترومان» جاء فيها: «ان اسرائيل تتجه نحى
ارساء مستقبلها على أمنها العسكري بالتخلّي عن فرصة رائعة تئعة للتوصل الى اتفاق سلام...». وفي آب
(اغسطس) من العام عينه» قدّر وزير الخارجية الأميركية, اتشيسون:ء انه لم يعد هناك أساس لحل
وسط. وقال لسفراء بلده في الشرق الأوسط: «ان اسرائيل قررت؛ نهائياً. »تفضيل الوضع الراهن»97).
وقد عبّر بن - غوريون عن تفضيله الهدنة (الوضع الراهن حينذاك) على السلام. حيث كتب في
مذكراته؛ في تموز ( يوليو ) 5 «زارني أبا ايبن ؛ وهى لا يرى ضرورة للتهافت على السلام؛ فالهدنة
تكفينا؛ واذا تهافتنا على السلام. فسيطالبنا العرب بالثمن. امّا ' تغيير' الحدوبء أو ' اعادة”
العدد /151, آب ( اغسطس ) 1545 لَُوُونُ فلسطيزية /عء - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)