شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 50)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 50)
المحتوى
ل ففهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
من موضوعة السلام أكثر تصلباً ووضوحاً. فقد رفض الليكود فكرة الحل الاقليمي؛ وخاصة ما يتعلق
بالضفة الفلسطينية وقطاع غزة وهضبة الجولان السورية. وفي هذا السياق؛ لا يمكن اعتبار اتفاقيتي
كامب ديفيد استثناء في الموقف الاسرائيليء أو متغيّراً قابلاً للتكرار في المستقبل القريب. فالاعتبارات
التي أملت الموقف الاسرائيلي من اتفاقيتي كامب ديفيد, هي اعتبارات صراع مستمر وليست اعتبارات
سلام دائم, كما سيتضع في موضعه من البحث.
لقد أحبطت اسرائيل فكرة مؤتمر جنيفء على الرغم مما تضمّنته من احتمالات تسوية مجدية
لاسرائيل؛ على الصعد الأمنية والسياسية والاقتصادية. كما لا تزال تعمل جاهدة للتملص من الدعوة
الى موّتمر دولي للسلام في الشرق الأوسطء في حين تعمل القوى «المعتدلة» فيها على افراغ هذا المؤتمر
في حال عقدهء من محتواه السلمي القائم على الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بالصراع
واليوم. وبعد مضي عشرين شهراً على انطلاقة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية؛ تبدى اسرائيل»
بمزاجها الشعبيء وبقواها السياسية المنظمة, وبنخبتها الحاكمة؛ أبعد ما تكون من الاستجابة
للمتغيرات الداخلية: والدولية التي أحدثتها الانتفاضة الشعبية. فهي تدير ظهرها لكل مشاريع
التسوية التي تقدّم الى اسرائيل؛ اليوم, ما كانت تعتبره, بالامس القريب» شروطأاً ضرورية لتحقيق
السلام مع العرب وينطيق على اسرائيل؛ الى حد كبير, التشبيه الذي قدمه الصحفي الاسرائيلي ‎٠‏ يوتيل
ماركوس,ء الذي كتب مصوراً وضع القوى الاسرائيلية عقب الانتفاضة الفلسطينية وقبيل المعركة
الانتخابية للكنيست الثاني عشر: «وسط هذا النشاط كله؛ تقف اسرائيل كالنصب التذكاري الصنوع
من حجر البازلت» الذي لا يتنفس, ولا يسمع ولا يفكر, وكان عجلة الزمن قد توقفت عن الحركة»١'‏
لقد ألقت اسرائيل» ولسنوات طويلة؛ تبعة الفشل في تحقيق السلام في المنطقة على العرب» بذريعة
أنهم يرفضون الاعتراف بهاء ويعملون على ازالتها عن خارطة المنطقة. وتتردد في الأدبيات السياسية
الاسرائيلية مقولة «ان التاريخ السياسي للفلسطينيين هو تاريخ الفرص الضائعة», اعتماداً على ان
الفلسطينيين؛ والعرب بصورة أعمّ» كانوا يرفضون الحلول المعروضة عليهم, ثم ما يلبثون ان يوافقوا
عليهاء ولكن بعد ان تكون الاحداث قد تجاوزتها.
وعلى الرغم من صحة الادعاء من الناحية الشكلية» الآ ان تاريخ الصراع العربي ‏ الاسرائيلي»
وعد تاريخ قريب وشواهده ما زالت ماثلة للعيان: يؤكد ان العرب كانوا يرفضون, في كل مرة» التنازل
حقوق لهم لا تملك اسرائيل أية ادعاءات قانونية فيها. فعندما رفض العرب مشروع التقسيم كانوا
يملكون » بصورة شرعية وقانونية 45 بالمئة من اجمالي مساحة فلسطين» وكان مطلوباً منهم ان يتخلوا
عن أكثر من نصفها لمستوطنين غرباء, لم يكن قد مضى على وجود اكثرهم في فلسطين عقد من الزمن.
ولكن عندما قبل العرب بالتقسيمء بعد حرب العام /54١؛‏ رفضته اسرائيل وتمسّكت بحدود احتلالها
الجديدة. وبعد حرب العام ‎١177‏ قبل العرب بحدوب ‎,.١555‏ ولكن موقفهم جوبه؛ ولا يزال يجابه,
بالرفض من الجانب الاسرائيلي» الذي يسعى جاهداً الى التمسّك بحدود الاحتلال الاخير.
وبالمحصلة, فاذا كان العربء انطلاقاً من عجزهم عن ايقاف تمدّد المشروع الصهيوني» قد
«أضاعوا» فرص الاعتراف بالأمر الواقع؛ منذ الثلاثينات» فان قادة المشروع الصهيوني» ومنذ التاريخ
عينه؛ قد رفضواء وبوعي كاملء المساومة على تمدد المشروع الصهيوني وتطورهء مقابل السلام مع
الفلسطينيين» ومع المحيط العربي . وهكذاء فان تاريخ الصراع؛ في اختزاله الشديد؛ ليس تاريخ الفرص
الضائعة عربياً. بل هو تاريخ الفرص المرفوضة اسرائيلياً.
العدد /151, آب ( اغ ) 155 لشؤون ذا لإزية 1
تاريخ
أغسطس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10664 (4 views)