شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 55)
- المحتوى
-
عمر سعادة
وكأنه خطر يهدد الحالة المعنوية ( التوتر ) المطلوبة لتحقيق التماسك الداخلي. ونقل الكاتب الاسرائيلي
توم سيغف ان بن - غوريون اتخذ موقفاً متعتاً في مفاوضات لوزان العام :١1549 ورفض كل
الوساطات الدولية» يما فيها وساطة الرئيس الاميركي» هاري ترومان» لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
وكان تفسير ذلك لدى العديد من الأوساط الاسرائيلية: «ان تخلي بن - غوريون عن السلام كان من
أجل المحافظة على التوتر المطلوب لتوحيد المجتمع الاسرائيليء وبلورته» ومن أجل استمرار سلطة
مباي(04,
لقد أصبح السياسيون الاسرائيليون يدركون» بحكم التجربة» ان الاحساس بالخطر الخارجي
عمل في الماضيء كما سيعمل في المستقبل, على تحييد مشكلات اسرائيل الاجتماعية: أوتهميش وزنها
في الحياة اليومية؛ كما عمل على صهر اليهود في بوتقة الدولة. وفي مقابلة أجرتها مجلة «دير شبيغل»
الألمانية مع اسحق رابين» في منتصف السبعينات» عندما كان رئيساً للحكومة, تطرق الى الوظيفة
الاجتماعية «الحيوية» للتوتر في اسرائيل:
«المجلة: الى متى تستطيع اسرائيل البقاء دون سلام ؟ كم من المرّات يستطيع داوود ان ينتصر؟ه
مرة ؟ مرتين ؟ دائماً 0
«رابين: ما دام ذلك ضرورياً.
«المجلة: ولكن ستصبح اسرائيل» عند ذلك» اسبارطة حديثة, لا دولة ديموقراطية اشتراكية, كما
كان يحلم مؤسسوها.
«رابين: بالطبع» ان عبء نفقات الدفاع الباهظة لا يسمح لنا بتحقيق كل ما نرغب فيه؛ ولكن ثمة
من يقول: ان التهديد الخارجي قد عزز التماسك الداخلي ؛ ولولا الشعور بذلك لفشلت عملية الدمج
لفئات الشعب العديدة في هذا البلد.
«المجلة: آليس من الأفضلء بناء على هذا القول؛ ان تسوء الأحوال ؟
«رابين: لم أقل ذلك)(03),
غير ان ما لم يقله رابين كان قاله. بصراحةء الحاخام اسحق ماير ليفين العام 21١5535 عندما
اعلن: «لولم تكن هناك مشكلة أمن تواجه اسرائيلء لما كان هناك أي شيء يجمع بين شعبها ...
وعرض ايلي الياشارء زعيم الطائفة السفارادية في اسرائيل» الوجه الآخر من الحقيقة ا
أوضح. عندما قال: «اذا ما حل السلام يوماً في الشرق الأوسطء فستقع لدينا حرب أهلية...3(0).
وترى القوى الدينية المتطرفة ان السلام مع العرب لا ينطوي على مخاطر داخلية على المجتمع
فحسب. بل انه يهدد التوتر الفكري عند اليهوبء انطلاقاً من الأبعاد الدينية التي يضفيها المتدينون
اليهود على الصراع العربي - الاسرائيلي. فجماعة مثل حركة غوش ايمونيم؛ على الرغم من انها لا
تنتظم كحزب سياسي في اسرائيل؛ الا انها تحددء على أساس دينيء موقفها السلبي من السلام:
بدعوى ان «هناك خشية من انه في حالة عدم وجود التوتر الأمني» سوف يتدهور التوتر الفكري. الذي
ما زال ميجوداً هناء وهناك؛ ويعشش في القلوب؛ والخطر من التفتت الداخلي سوف يهدد المجتمع
الاسرائيي»١''). ومؤخراً, ؛ بات معظم القوى الدينية في اسرائيل يتبنّى برامج سياسية متطرفة؛ ويعتبر
البعض الانسحاب من أي جزء من الاراضي المحتلة العام 15717 من أجل تحقيق السلام مع العرب»
خروجاً على تعاليم الدين اليهودي. واشار الباحث اليهودي يشعياهو ليفمان الى اتساع ظاهرة
الحركات الدينية اللابرمانية في اسرائيل» وأوضح: «ان الجهد الأساسي للفاشية الدينية موجه
بن اشؤُون فلسطفية العدد 151, آب ( أغسطس ) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)