شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 58)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 58)
- المحتوى
-
ل مفهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
لا خيار فيهاء وتحوّلت الى حرب انتصار وسيطرة. وشجع هذاء كله, التصلّب لا التساهل . وغالباً ما
وجدت الحكومة نفسها أمام مزاج شعبي أشدّ تطرفاً من المزاج ج الذي كان سائداً بين وزرائهاء »ولم يكن
في امكانها تجاهل ذلك. وحتى داخل الحكم؛ كان هناك من فكّر. وتحدّث: كمنتصر؛ ان آلهب الانتصار
خيالهم» فض ة
أمّا على الصعيد الشعبي» فقد ارتبط الانتصارء نفسياً بانفلات غرائز السيطرة والتملّك؛ بحيث
توحخدت هزيمة العرب بتحقق الذات الاسرائيلية. ووصف الأديب الاسرائيلي موشي سميلانسكي : نشوة
الانتصار التي اجتاحت النفسية الاسرائيلية عقب حرب العام :١55/ وشكل الاستجابة الجماعية
للانتصارء بالقول: «لقد استولت على السكان شهوة عارمة من الخطف: أفراد. جماعات» كيبوتسات»
رجال» نساءء أطفال» الجميع انقضوا على الغنائم: أبواب» ونوافذ» وعتبات» وملابس داخلية» وقرميد»
وبلاط. وخردة. 3 آلات... وفي الامكان أن نضيف: كراسي مراحيضء ومغاسلء وحنفيات»
ومصابيح كهربائية»(18
لقد ولدت تلك المرحلة أهمٌ مقولات الثقافة السياسة الاسرائيلية» التي أصبحت, بالتدريج؛ ثوابت
الفكر السياسي الاسرائيلي؛ مثل: «ان العرب لا يفهمون غير لغة القوة»» و«ان اسرائيل لم تقم بفضل
قرارات الأمم المتحدة»؛ و «ليس هامّاً ما يقوله غير اليهوب المهم ما يفعله اليهوب». ويفعل تلك الحرب»
تشكلء في اسرائيل» وعي وجودي من نوع خاصء ارتبط فيه التحقق الذاتي الاسرائيلي بامتلاك القوة
واستخد امهاء ويضرورة التكيف مع واقع الصراع المستمر. قال موشي دايان» في خطاب له العام
1 «نحن جيل من المستوطنين؛ وبدون الخوذة الحديدية والمدفع لن نستطيع ان نبني منزلًا أو
نغرس شجرة. ويجب ان لا نجفل من الكراهية التي تشتعل في نفوس مئات الالوف من العرب الذين
يحيطون بنا؛ ويجب» أيضاً »ان لا ندير رؤوسنا بعيداً؛ حتى لا ترتعش أيدينا. انه قدر لجيلنا ان يكون
مسلحا وعلى أهبة الاستعدادء وان يكون قوياً وقاسياً. » حتى لا يسقط السيف من أيدينا وتنتهي
حياتنا»(؟1),
وجاءت حرب حزيران ( يوني ) 1177 لتشكلء في المنظور الاسرائيي» برهاناً ملموساً على صحة,
وفعالية» معادلة القوة. فقد عرض العرب على اسرائيل» عقب انتصارها في الحرب» ما كانوا يرفضونه
قبلها: السلام والاعترافء مقابل تنازل اسرائيل عن مكاسب الحرب الأخيرة. غير ان العرب تآخُروا
هذه المرة. أيضاء في استيعاب التحولات التي أحدثها نصر حزيران ( يونيى) في الوعي السياسي
الاسرائيلي. فقد توصلت اسرائيل» بغالبية جمهورها وقواها السياسية: الى ان اختبار القوة أكثر
جدوى من اختبار السلام.
وقد صور زعيم حزب الأحرار الاسرائيليء سيمحا ارليخ؛ في العام 19175, التأثيرات السريعة
والعميقة التي احدثتها حرب حزيران ( يونيو) 1971 في الوعي السياسي الاسرائيليء بالقول: «ان
حرب الأيام الستة قد أدّت الى اعادة نظر فكرية داخل الجمهورء والحركات؛ والأوساط؛ والعديد من
الأشخاص؛ وقد أحدثت تغييراً في المفاهيم لم يحلم أحد بامكان حدوثه بين ليلة وضحاها؛ هذه
التغييرات فرضت عملية اصطفاف جديدة للقوى داخل الأحزاب»ء واعادة النظر في المواقف التى
تعرّضت لتيار جارف, وكأنها لم تكن(" ١
وفي العام 0 لخص رئيس الاركان الاسرائيلية الأسبقء دافيد اليعازر. مغزى انتصارات
اسرائيل على العرب بقوله: «ينيض فيناء اليوم. احساس بأن القوة هي أمر حتمي. لذلك؛ أقسمنا
العدد /191, آب ( اغسطس ) 19/85 لتُوُون فلسطيزية /ع0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 3491 (8 views)