شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 60)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 60)
- المحتوى
-
ل مفهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
هما نقيض للحقء فمن اليسير ان يقنع المرء نفسه بأن وجوده واستمراره بتلك الكيفية هما الحق عينه.
واشار الكاتب الاسرائيلي» يورام بيرى» الى ان اليمين الراديكالي في اسرائيل قد طوّر مفهوم
جابوتينسكي وبيغن حول الحق والقوة؛ والذي يتلخص في عبارة «ان الحق التاريخي لا يتجسد كقوة,
وانما القوة هي أساس الحقوق»؛ وان ن اليمين الاسرائيلي الجديدء وعلى لسان ممثله الأهم, أريئيل
شارون: يتبثى؛ حالياً. مقولة «الحق للقوة»('"). ولا تنحصر هذه المقولة باليمين المتطرف فحسبء بل
بالقطاع الأوسع من الجمهور الاسرائيلي. فالتجربة التاريخية للقوى السياسية الاسرائيلية برهنت على
ان ما يميز اليمين عن الوسط الواسع في اسرائيل؛ هو ان اليمين يتحدث بصوت مرتفع حول القضايا
عينها التي يفكر فيها الوسطء ولكنه لا يجهر بها.
وتطرق الكاتب الاسرائيليء عاموس ايلون» من موقع نقدي. الى الدور التربويء الديني
والعلماني, الذي عمل على تنمية نزعة تقديس القوة» وعن نتائج ذلك, فكتب: «لقد نمت؛ هناء خلال
سنوات» ايديولوجيا طوباوية كاذبة» اشاعها حاخامون مشهورون قدّسوا العنف, حتى ان أحدهم
أشاد ب ' فريضة ابادة شعب' ... وفي موازاة ذلك؛ أشيعت, هناء خلال سنوات, رواية غيبية تاريخية:
بحسبها ان أبطال اتسل وليحي هم الذين اقاموا اسرائيل بقنابلهم. حتى انهم هزمواء بهذه الطريقة,
الامبراطورية البريطانية العظيمة». وخلص ايلون الى «ان الدمج القاتل بين النزعة الانسانية اليهودية
وبين نزعة القوة السطحية تمخّضت عن ثمار متوقعة77),
وبالمحصلة» فاذا كان سعي الشعوب والدول الى تحقيق السلام ينطلق من اعتباره ضماناً للأمن
والتطورء فان القوة تحتلء في الثقافة السياسية الاسرائيلية, مكانة السلام, تقريباًء ضمن معادلة
الوجود والتطور الاسرائيلي. وقد أكد وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق؛ موشي ارنسء هذا التصور
الاسرائيي» عندما قال؛ في العام ١11/7 : «ان وجودنا مرتبط باستعد ادنا وقدرتنا على شن الحربء التي
تعتبر بمثابة عقد التأمين الخاص بنا»(2).
الأمن أو
استخدمت اسرائيلء منذ البداية. مصطلح الأمن بضاعة معدّة للتصدير الخارجي. فالأعراف
والقوانين السائدة, على صعيد العلاقات الدولية المعاصرة, لم تعد تتقبل؛ بعد الحرب العالمية الثانية,
الاستخدام الكيفي للقوة» وخاصة الاستخدام العدواني» الذي يهدف الى التوسع والسيطرة على
حساب الشعوب الأخرى. غير ان هذه الأعراف والقوانين الدولية تمنح كل دولة الحق في الدفاع عن
نفسها ضد أي عدوان خارجيء وبالسبل المناسبة, لرد ذلك العدوان. والأمن» بمفهومه العام؛ هى
حاجة انسانية» تتمثل في انتفاء عوامل تهديد الذات» أى الجماعة, سواء من الداخل أم من الخارج.
وقد وجدت اسرائيل في المفهوم العام للأمن ذريعة تبرّ من خلالهاء ممارسة سياسة القوة
والتوسّع على حساب العرب. وكان عليها ٠ خلافاً لكل الشواهد التاريخية» ان تقنع المجتمع الدولي بأنها
مهددة على الدوام بالعدوان الخارجيء وانها مضطرة: دفاعاً عن نفسهاء الى خوض صرا ع مستمر ضد
محيطها العربي» والى رفض كل فرص السلام التي تنطوي على تراجع اسرائيل عن بعض مكاسب
حرويها ضد العرب.
غير ان اسرائيل لم تكتف بالمفهوم العام للأمن» بل ضخمت محتواه الى الحدّ الذي أصبح فيه
الأمن رديقاً للوجوب ذاته. وبحيث أصبح أي تهديد لأمن أسرائيل يعني تهديد وجودها بالكامل . ذكر
بن - غوريون:ء في مقدمة الكتاب السنوي لحكومة اسرائيل لعام , محددا خصوصية
العدد 1517, آب ( اغسطس ) 1185 لثثوه فلسطيزية 69 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10664 (4 views)