شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 61)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 61)
المحتوى
عمر سعادة
مقفهوم الأمن الاسرائيلي: «يجب ان لا ننسىء ولى للحظة واحدة» ان مشكلة أمن اسرائيل تختلف»
اختلافا تاماء عن مشكلة أي بلد آخر؛ فانها ليست مشكلة حدودء أوى سيادة»: بل مشكلة بقاء مادي
با معنى الحرفي لهذه الكلمة؛ ثمّ انها مسألة بقاءء لا للشعب اليهودي في اسرائيل وحدهء بل للشعب
اليهودي في جميع أنحاء العالم»(؟).
وعلى نقيض منطلقات التحدث عن القوة الاسرائيلية» فان التحدث عن الأمن يتم بقلب الصورة
تماماً. فاسرائيل التي تحتاج ‏ في خطابها السياسي الخارجي الى الأمنء هي اسرائيل المهددة»
والمحاطة يعشرات الملايين من العرب المعادين, الذين يتحيّنون الفرصة الملائمة للانقضاض عليهاء
وابادة سكانهاء والغائها عن خارطة المنطقة. وليس الهجوم العربي الشامل؛ فقطء هو الذي يهدد وجود
اسرائيل: بل ان ما هو أقل من ذلك بكثير يمكن لاسرائيل ان تعتبره تهديداً شاملا لوجودها.
ففي العام 1545 وازاء اصرار الأمم المتحدة على عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم» أى
التعويض عليهمء كان الرد الرسمي الاسرائيلي هى: «لا وجود للاجئين. هناك مقاتلون أرادوا اقتلاعنا
من الجذور... أُعيد اللاجئين لكي يبيدوننا مرة أخرى؟»7 ؟). وعندما طلب الرئيس الأميركي» ترومان»
من اسرائيل الالتزام بقرار الأمم المتحدة بشأن اللاجئين الفلسطينيين كان الرد الاسرائيلي: «ان
القانون الدولي لا يفرض علينا الانتحان(١؟).‏
واعتبرت القيادة الاسرائيلية» في أعقاب حرب العام : نن عودتها الى حدود التقسيم تشكل
تهديداً لأمنهاء وبالتاليء لوجودهاء وان خطوط الهدنة تشكل حدوداً ملائمة لأمن اسرائيل. غير ان هذا
الموقف سرعان ما تغيّر بعد حرب حزيران ( يونيى) 11717, بعد ان احتلت اسرائيل الضفة
الفلسطينية» وقطاع غزة؛ وهضبة الجولان» وصحراء سيناء. فقد بدأ الحديث» عقب الحرب» عن حدود
الاحتلال الجديدء باعتبارها الحدوب الملائمة لأمن اسرائيل. وساق الصهيونيون العديد من الشواهد
والبراهين على ان الحدود السابقة لم تكن ملائمة للدفاع عن اسرائيل؛ وأنها كانت تشكل اغراء دائماً
للعرب؛ ليشنّوا على اسرائيل حرب ابادة شاملة. غير ان كل ما ساقه الصهيونيون من شواهد وبراهين
لا يتعلق بقيام العربء فعلاً. بشن مثل تلك الحرب؛ بل» بامكان قيامهم بذلك؛ لو امتلكوا القوة والرغبة.
وهكذاء فان اسرائيل تشتق من مفهوم الأمن مصطلحاً أكثر ضبابية وتضليلاً, وهو مفهوم الحدود
الآمنة. حيث يرتكز هذا المصطلح على تقديرات محض جيو ‏ استراتيجية اسرائيلية» تبدى وكأنها
مجموعة سيناريوهات لجروب وشيكة الوقوع. فيتم تصور هجوم عربي شامل يستهدف اجتياح
اسرائيل بالكامل؛ ممًا يتطلب تصور خطوط الانذار والدفاع الاسرائيلية» المطلوبة لصد ذلك الهجوم
المتومم. ولآن اسرائيل تحتكر حق تصور هذه الحدود» فان الأمر يصبح رهناً لاعتباراتها الذاتية» حيث
تمنح اسرائيل نفسها حق رسم حدودها مع الدول العربية المجاورة. وبالطبع» فان كل هذه الحدود
المتصورة تقع داخل الأراضي العربية المحتلة العام 15717.
وبصورة عامة؛ فان مفهوم الأمن الاسرائيلي ينهض على الاعتبارات التالية:
© لا تقبل اسرائيل أية ضمانات دولية» سواء من قبل الأمم المتحدة أو من حليفها الولايات
المتحدة؛ بديلاً من قوتها الذاتية» القائمة على امكاناتها العسكرية» واستمرار احتلالها لكلء أى لأجزاء
منء الآراضي العربية المحتلة.
© ان اسرائيل غير معنيّة بأمن جيرانهاء بل تنطلق من اعتبارات أمنها الذاتية» والتي تتم
3 شْوُونُ فلسطزية العدد /1517: آب ( اغسطس ) 19185
تاريخ
أغسطس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7333 (4 views)