شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 68)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 68)
المحتوى
حل هفهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
الاسرائيلي أورى أفنيري؛ لوحة معبّرة عن صورة السلام في العقل الاسرائيليء حيث روى: «ألقيتُ
محاضرة في كيبوتس تحدثت فيها عن السلام» وعن اسرائيل مندمجة في شرق أوسط متحدٌ ومزدهر.
تكرس مواردها لانشاء صناعة تقنية بالغة التطور بدلا من الحرب.
«وانضت أبناء الكيبوتس بأدبء وانتباه. وتشكك؛ اذ كل ما قلته كان أشبه بالخيال العلمي
بالنسبة اليهم. فعندهم؛ الحرب هي الحالة الطبيعية للأشياء. وهم يعرفون ما يصنعون من أجل
الحرب؛ فالكفاح لا يخيفهم. غير ان السلام شيء آخرء أبعد من مدى رؤيتهم؛ وشيء محيّر بل لعلّه
مخيف, شأنه شأن أي ي شيء مجهول.
«وعندما حان وقت الاسئلة , وقف أحد أبناء الكيبوتسء والذي بدا أشبه ما يكون بقائد دبابة من
ضباط الاحتياطء ووجّه الي سوال عملياً مباشراً. فقال: تريدنا ان نتخلى عن الكثير من الأراضيء وعن
ثروة سيناء النفطية, وعن العمق الاستراتيجيء: وعن أشياء أخرى؟ فما الذي سنحصل عليه في
المقابل» قصاصة ورق6(١).‏
السلام وعجز القوة
ان كساد فكرة السلام, في الثقافة السياسية الاسرائيلية؛ ناجم عن حقيقتين: انتفاء الرغبة» من
جهة, وانتفاء الحاجة» من جهة أخرى. فالاسرائيلي ليس راغباً في التصالح مع؛ والاندماج في محيط
يراه بدائياًء ويسقط عليه كل الصفات السلبية» باعتباره عدواً نموذجياً. كما ان الاندماج في الشرق
الأوسط «المتخلّف», لن يتم م الإ على حساب الانتماء الى الغرب «المتحضر» الذي يرى الاسرائيلي نفسه
جزءاً منه, وامتداداً له, وحامياً لمصالحه . كذلك؛ فان الاسرائيلي لا يشعر بالحاجة الى التصالح مع هذا
المحيط؛ ما دام قادراً على فرض نفسه عليه بالقوة, وما دام هذا المحيط عاجزاً عن الحاق الأذى
بالاسرائيي» مما قد يضطر الاسرائيلي الى مصالحة محيطه؛ تفادياً للمخاطر المترتبة على الصراع معه.
وتظل عناصر هذا الموقف السلبي من السلام ثابتة» بثبات معادلة القوة التي تشكل الركيزة
الأساسية للثقافة السياسية الاسرائيلية» مما يعني ان أي تبدّل في عناصر معادلة القوة يمكن ان
يؤدي الى تبدّل مواز في الموقف الشعبيء والرسميء الاسرائيلي من موضوعة السلام. ويمكن للمرء ان
يجد العديد من الشواهد على ان رؤية الاسرائيليين الى أهمية السلام مع العرب» كانت» ولا تزال» نابعة
من تقديرهم لموازين القوى بين العرب والاسرائيليين» وان حماس الاسرائيلي للسلام يتناسب»؛ عكسياء
مع احساسه بالقوة.
فعقب حرب حزيران ( يونيو) 157117: ازدادتء بفعل نشوة النصر, النزعة اليمينية المتطرفة في
اسرائيل؛ وطالب معظم القوى الشعبية والأحزاب السياسية بعدم الانسحاب من الأراضي التي احثّلت
في الحرب. ولكن» وبعد أقل من ثلاثة أعوام على الحرب» وهي الفترة التي شهدت تصاعد نشاط المقاومة
الفاسطينية ونشوب حرب الاستنزاف على قناة السويس. بدأ الرأي العام الاسرائيلي يبدي
استعدادات عالية للانسحاب من المناطق المحتلة» أى من معظمهاء مقابل اتفاقية سلام مع العرب
(السلام هنا يعني وقف الأعمال العسكرية). وفي آذار (مارس) ‎:١117١‏ عبّر 87 بالمئة من الاسرائيليين
عن استعدادهم للتنازل عن أراض محتلة: مقابل اتفاقية سلام(""). ولمعرفة سبب هذا التطور في
الموقف الاسرائيلي من موضوعة السلام: يمكن العودبة الى ما كتبه القائد السابق للمنطقة الوسطى»
العميد عوزي نركيسء العام 1577., عن الحالة المعنوية لدى الاسرائيليين عقب تصاعد حرب
الاستنزاف: «ان رقاص المعنويات هوى. بدون شكء أكبر مصيبة حلت بنا بعد حرب الأيام الستة...
العدد /1517, آب ( اغسطس ) 1144 لتُوُون فلسطيزية /53
تاريخ
أغسطس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10664 (4 views)