شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 71)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 71)
المحتوى
عمر سعادة
أو رفضء فرص السلام المتاحة. ولعل مراقبة ما يجري بين القوى السياسية الاسرائيلية هذه الأيام
يضفي مزيداً من الوضوح على طبيعة الاستجابة الاسرائيلية لامكانات السلام. فالقوى التي ترفض
السلام: حاليً, تنطلق من أن الانسحاب من المناطق المحتلة سوف يخل بمعادلة القوة القائمة, وبالتالي
يهدّد أمن اسرائيل» باعتبار ان هذه المناطق تشكل جزءاً أساسياً من مكوّنات القوة الاسرائيلية. فتجمّع
الليكود مثلاً. خاض حملته الانتخابية للكنيست الثاني عشر تحت شعار دان الانسحاب [من المناطق
المحتلة العام 19717] يشكل أكبر خطر على وجود اسرائيل»(:')
أمّا القوى التي تدعو الى تسوية على أساس الانسحاب من جزء من الأراضي المحتلة (أراض
مقابل السلام)» فانها ترى ان استمرار الوضع القائم ينطوي على احتمالات خطرة» حيث ان الوجودٍ
الفلسطيني الكثيف في الضفة والقطاع, والمرشع للتزايد الكبير في المستقبل» يشكل اخلالاً خطيراً
بمعادلة القوة الاسرائيلية» التي يكون العامل الديمغرافي أحد أركانها الهامة, خاصة وان الزيادة
السكانية الطبيعية المرتفعة لدى الفلسطينيين يقابلها معدّل زيادة منخفض لدى الاسرائيليين»
وانخفاض كبير في وتائر الهجرة اليهودية. وعليه» فان حزب العمل الاسرائيلي» عندما يعلن تأييده لمبدأ
الانسحاب الاقليمي» فانما ينطلق من رؤيته الى الخطر الذي يمثله الوجود السكاني الفلسطيني» ومن
ضرورة التخلض من هذا الخطن بالانسحاب من المناطق المكتظة بالسكان الفلسطينيين في الضفة
والقطاع. ولو كانت المعطيات السكانية في فلسطين مختلفة, لاختلف, تبعاً لذلك. موقف حزب العمل
من فكرة التسوية القائمة على الانسحاب من مناطق محتلة. وقد عبر وزير الدفاع الاسرائيلي» رابين»
عن هذه الرؤية بقوله: «لى أننا كنا سبعة ملابين يهودي أمام مليوني عربي» لكنت عارضت ايجاد
تسوية تقوم على مبدأ مناطق مقابل السلامٍ . ولكنء بما ان الشعب اليهودي في الشتات لم يستجب
للتحدي الصهيونيء فانني أؤيد حلا وسطأً اقليمياً. الى حدّ اعادة ثلثي مناطق الضفة الغربية الى
سيادة عربية؛ أي الى الاردن»(01,
ان القوى الاسرائيلية الصهيونية والدينية» على اختلاف منطقاتها واتجاهاتهاء لا تعتبر
السلام نهاية للصراع؛, بل مرحلة جديدة من مراحله. ولهذاء فهي لا تتوقف عند محتوى السلام»
باعتبار ان تحقيقه يلغيء أو يقلل من؛ أهمية عناصر معادلة القوة. ولعل الجدل المحتدم في
اسرائيلء منذ انطلاقة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية, يعكس بعض جوانب هذه الرؤية الى
موضوعة السلام. لقد تشكل في اسرائيل؛ في آذار (مارس) 1548: اطار عريضء ضمٌّ العشرات
من كبار العسكريين الاحتياطيين الذين أطلقوا على أنقسهم تسمية «مجلس السلام والأمن»»
انطلقوا في تأييدهم للتسوية الاقليمية من «ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للضفة والقطاع يضر
بشكل متزايدء بقوة الجيش الاسرائيي وبكفاءته, ويموارده المالية» وبالطاقة البشرية» ويدفعه الى
الانشغال بهدف ثانويء من خلال الاضرار بالهدف الرئيسء وهى الاستعداد للحرب»؟2.
وفي المقابلء فان «مجلس الأمن والسلام». والذي تشكّل بعد أسابيع من المجلس الأول
للدفاع عن موقف القوى الرافضة للحل الاقليمي» انطلقء في موقفه, من القول: «اننا في حاجة
الى مواردء والى مساحة أرضية:ء ومجال حيويء من أجل بقائنا؛ ولذاء فنحن غير مستعدين
للتنازل عن مناطق...92”)
وهكذاء فان الموقفينء على تباينهماء ينطلقان من نقطة مشتركة» وهي الاستعداد للحرب»
7 لشوُون فلسطزية العدد /1517, آب ( اغسطس )1945
تاريخ
أغسطس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)