شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 72)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 72)
المحتوى
ل مفهوم السلام في الثقافة السياسية الاسرائيلية
وما يتطلبه ذلك من الحفاظ على معادلة القوة الاسرائيلية. فالتسوية ليست هدفاً بحد ذاتهاء وانما هى
وسيلة للحفاظ على معادلة القوة الاسرائيلية, أو ما يطلق عليه الاسرائيليون «متطلبات الأمن
الاسرائيلي». فالأمن؛ بمفهومه الاسرائيلي الخاص؛ سيظل الموّجه (الدافع» أى الكابح) لحركة اسرائيل
السياسية. وقد حدّد أبا ايبن» في أواخر العام 151/7., طبيعة السلام الذي تسعى اسرائيل الى
تحقيقه, عندما قال: «ان السلام الذي تريده اسرائيل هو بناء مكوّن من أربعة طوابق: الطابق الأسفل
[الأساس] هو الأمنء والثاني اتفاقية سلامء والثالث تبادل سفاراتء والرابع حركة متبادلة» مع اقامة
علاقات ثقافية واجتماعية واقتصادية مع البلاد العربية»(*"). وفي نيسان (ابريل) ‎,١15/85‏ أعلن
رئيس الوزراء. اسحق شامير: «اننا على استعداد لاعطاء العرب سلطة ذاتية؛ وهذا هو الحد الأقصى
الذي يتلاءم مع الحاجات الأمنية لاسرائيل»(*")
وبصورة عامة:» فان مواقف القوى السياسية الرئيسة في اسرائيل تتقاطع عند نقطة الأمن
الاسرائيلي» مما يخلق حالة من الاجماع على رفض السعي الحقيقي نحو السلام بدعوى تعارضه مع
الأمن. وقد لاحظ الكاتب الاسرائيي يوئيل ماركوس,ء ان التكتلين الكبيرين في اسرائيل الليكود
والمعراخ يتفقان على رفض معظم القضايا التي تشكل مدخلا حقيقياً الى السلام: مما يلغي أهمية
نقاط الخلاف الجزئية فيما بينهما. كتب ماركوس: «غندما تنظن بعين فاحصة الى كلا الحزبين
الكبيرين: ماذا ترى ؟ سترى ان هناك اجماعاً غريباً فيما بينهما حول مختلف المجالات . فكلاهما يأخذ
بالرأي ذاته بالنسبة الى سلسلة اللاءات: لا للحوار مع م.ت.ف. لا لقيام دولة فلسطينية؛ لا نعيد
تقسيم القدس الكبرىء لا نخلي مستوطنات, سيكون الجيش الاسرائيي مسؤولا عن الأمن» لا عودة
الى حدود العام 1171... [وازاء] مثل هذه المجموعة من اللاءات؛ وفقدان: أى رفضء أي شركاء في
الحوار. ما الذي يبقىء بعد ذلكء ليناقش على المستوى الجماهيرى؟,(".
أما على المستوى الجماهيريء فان المزاج الشعبي في اسرائيل يبدو اكثر ميلا الى اليمين الرافض
للتسوية الاقليمية. وقد جاءت انتخابات الكنيست الثاني عشرء ثمّ الانتخابات البلدية» لتعزّز وزن
القوى اليمينية والدينية والفاشية في اسرائيل» ولتدلء بوضوح., على كيفية الاستجابة الشعبية في
اسرائيل للأحداث الأخيرة التي تمر بها اسرائيل والمنطقة العربية. فالجمهور الاسرائيلي» بثقافته
السياسية المشوّهة, هو المسؤول الأول عن وصول القوى اليمينية المتطرفة الى سدة السلطة في
اسرائيل» وعن رفض - وليس اضاعة ‏ فرص السلام المتاحة. وقد علّق الصحفي الاسرائيلي» تسفي
تيمور. على نتائج انتخابات الكنيست الثاني عشر, بأن «هناك ميلا الى القاء مسؤولية نتائج
الانتخابات على اسلوب الانتخابات. بيد ان النظرة الموضوعية تثيت ان الاسلوب ليس هو المسؤول»
وانما الشعب... فليس تغيير اسلوب الانتخابات هو الذي سيل مشاكل اسرائيل, وانما تغيير الفكر
السياسي لجمهور الناخبين»7""). ولم يبتعد شامير كثيراً من الواقع؛ عندما قالء معلقاً على نتائج
الانتخابات البلدية في اسرائيل: «ان نتائج الانتخابات تعكس الحالة النفسية في اسرائيل... وهي تثبت
ان الشعب يويد خط الليكود السياسي»().
ويعدء فقد عيّر عضو الكنيست2 موشي عميراف, الذي طرد من الليكوب بسبب مواقفه المعتدلة,
عن اتجاه المسار العام للموقف السياسي الاسرائيلي من موضوعة السلامء عندما قال: «كلّما مر الوقت»
ازداد عدد الذين يمكن محاورتهم في الطرف الفلسطينيء وقلّ عددهم في الطرف الاسرائيلي»(").
العدد 15177: آب ( اغسطس ) 1545 لشوُونَ فلسطيزية 8
تاريخ
أغسطس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18079 (3 views)