شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 83)
- المحتوى
-
عوض خليل
كيسنجر يلتقط عناصر التعقيد القائمة في الموقفء ليبدأ بجولاته المكوكية على عواصم المنطقة؛ في نطاق
سياسة «الخطوة خطوة» التي نجحت في التوصل الى اتفاقية بين مصر واسرائيل عرفت باسم اتفاقية
«فك الاشتباك الاول» »)١1974/١/١14( وتوقيع اتفاقية مماثلة بين سوريا واسرائيل في
5/٠ 59174,؛ ثم توقيع اتفاقية «فك الاشتباك الثاني» بين مصر واسرائيل في 5/9/١ /191.
أفول نجم المؤتمر الدولي
هذه الاتفاقيات تمّتء من الناحية الشكلية؛ في اطار مؤتمر جنيف؛ لكنهاء في الواقع» كانت
احتكاراً اميركياً للتسوية وضعت الاتحاد السوفياتي, من الناحية الفعلية» في موقع الذي يتلقى
المعلومات التي توفرها له واشنطن حول سير مفاوضاتها في الشرق الاوسط.
منذ اللحظة الاولى لتوقيع اتفاقية فك الاشتباك على الجبهة المصرية ادرك السوفيات أن موؤّتمر
جنيف افضى الى غطاء دولي لديلوماسية كيسنجر. فالبيان الذي اصدرته كل من مصر واسرائيل» عقب
توقيع الاتفاقية. كان واضحاً بصورة قاطعة في هذا الشأن. حيث جاء فيه انه «طبقاً لقرار مؤّتمر
جنيفء فان حكومتي مصر واسرائيل» بمساعدة حكومة الولايات المتحدة: قد توصلتا الى اتفاق لفك
الاشتياك بين قواتهما المسلّحة. .. وقد طلبت الاطراف من قائد قوات الطوارىء التابعة للامم المتحدة
أن يشهد التوقيع»(9١) . ان النص الصريح «بمساعدة الولايات المتحدة», ثمٌ الاشارة الى دور ممثل
الامم المتحدة باعتباره «يشهد التوقيع» فقطء يقدم دلالة لا لبس فيها على أن الولايات المتحدة بدأت»
فعلاء تحل 7 الام المتحدة» وان الاتحاد السوفياتي بات مستبعداً . وعلى الجبهة الشرقية:» تم
الشيء ذاته تقرب
والواقع ان مؤتمر جنيف الذي كان ينبغي أن يبحث في التسوية في المنطقة بشكل شامل كان
يتناقضء كلياً: ؛ مع اسلوب «الخطوة - خطوة» الكيسنجري. اذ لم يكن هذا الاسلوب عارضاً في
السياسة الاميركية؛ بل كان؛ اساساًء نابعاً من طريقة الادارة الاميركية في تحقيق اهدافها في المنطقة.
فلم يكن هناك ما يمنعء بالنسبة الى الولايات المتحدة, أن يكون مؤتمر جنيف ملتقى اللجان العسكرية
التي توة قع على تفاصيل اتفاقيات فك الاشتباك وما شابه ذلك؛ ولم يكن هناك ما يمنع؛ ايضاًء من ان
اي انعقاد فعلي للمؤتمر قد يودي به الى الفشل حيث تواجهه ظروف تكتيكية بالغة التعقيد والاهمية
تجعله غير قابل لتقديم حلول سريعة في لحظة كان النظام المصري يحسم امره بانتهاج اسلوب «الخطوة
- خطوة» الاكثر نجاعة من وجهة نظرهء بكل ما يعنيه ذلك من ارتباطه؛ ليس فقط بمبادرات السلام
الاميركية بصورة عامة؛ بل» وايضاً بالاساليب التكتيكية الاميركية» وذلك في مواجهة ارتباط اسلوب
مؤتمر جنيف بالاتحاد السوفياتي.
لقد كان الاسلوب الاميركي وثيق الارتباط بما كان يجرى في المنطقة العربية» وي مصر بصورة
خاصة؛ من تحولات اقتصادية واجتماعية شاملة تدفع بالاقتراب نحو واشنطن وتترافق مع تدهور
واضح للعلاقات السوفياتية المصرية.
ان هذا الطريقء الذي تشكلت ملامحه الاولى باتفاقية «فك الاشتباك الاول»؛ كان حاسماً؛ تماماًء
في اتفاقية «فك الاشتباك الثانية», بينما كانت الشكوك والملاحظات السوفياتية على الاتفاقية الاولى
تتحول؛ بدورهاء الى هجوم سياسي عنيف على دبلوماسية كيسنجرء باعتبارها لن تؤديء ابداً» الى حل
القضايا الجوهرية:؛ المطلوب حلها في اية تسوية سلمية في الشرق الاوسط. «وعشية قمة
4 يون فلسطيزية العدد /191, آب ( اغسطس ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 197
- تاريخ
- أغسطس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)