شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 101)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 198 (ص 101)
- المحتوى
-
هشام الدجائي ل
على لسان رئيس تحرير صحيفة «هارتس» الاسرائيلية» العام 1501١»؛ حين كتب: «لقد أعطيت اسرائيل
دوراً لا يختلف عن دور كلب الحراسة . ولاداعي للخوف من ان تمارس اسرائيل سياسة عدوانية تجاه
الدول العربية تتعارض مع مصلحة الولايات المتحدة وبريطانيا. ولكن: اذا شاء الغرب؛ لسبب او
لآخرء ان يغمض عينيه, فبالامكان الاعتماد على اسرائيل لتنزل عقاياً قاسياً بتلك الدولة المجاورة التي
تتجاوز الحدود المناسبة في قلّة أدبها تجاه الغرب».
ألم يكن هذا ما فعلته اسرائيل بالضبط في العام 57 في العدوان الثلاثي على مصر؛ وفي العام
7 , ضد مصر وربسوريا والاردن؛ وفي العام ١19178 والعام ١1457 ضد لبنان ومنظمة التحرير؛ وفي
العام ١9/5 ضد العراق (الفارة على المفاعل النووي)؟
وتكررت هذه المقولة في الصحيفة ذاتها العام ١417 على لسان المعلّق الاسرائيلي يوبيل ماركوس,
اذ كتب: «بسبب أزمة الطاقة وارتباط الدول الغربية» بشكل لم يسبق له مثيلء بدول النفطء يحتاج
الغرب الى اسرائيل مثل الحاجة الى كلب حراسة ذي أسنان حادّة: مربوط بالسلاسل الاميركية الطويلة
جداً. بحيث يوّذن له بغرس أسناته؛ اذا تحدّوه أكثر من اللازم»(: 0
تبقى هناك نقطة تحتاج الى بعض الاجلاء بالنسبة الى الطوائف اليهودية الاميركية» وهى حقيقة
نفوذها الاقتصادي. فهذا الجانبء بالذات»: تروى عنه احاديث وروايات أقرب الى الاساطير. والى هذا
النفوذ المزعومء بالذات» يعزى نفوذ اليهود وهيمنتهم التي ليس لها حدّ على مقدّرات الحياة الاميركية.
ولقد بولغ نِ سرد وترويج هذه الاسطورة؛ وتدبيج المعلومات حولهاء حتى بات المرء يشعر بالذهول
والدهشة؛ ويتساءل عن سرّ هذه الأقلية التي لا تتجاوز ١,1 بالمئة من سكان الولايات المتحدة؛ التي
استطاعت ان تهيمن على المقدرات الاقتصادية: والمالية» والمصرفية, لأغنى وأقوى دولة في العالم! بيد
ان هذه الاسطورة لا تلبث ان تذوب كجبل من الملح حينما تتعرّض لاء الحقيقة ؛ وحين نتناولها بالبحث
والتدقيق.
بادىء ذي بدءء وكما قلنا بالنسبة الى نفوذ اليهود السياسي» أى الانتخابي, من الخطأً أن نعتير
اليهوب الاميركيين كتلة اقتصادية. انهم, كأي طائفة» مورّعون على مختلف المهن والحرف والوظائف
والاختصاصات. وهم موجودون في الريفء وفي المدينة. موجودون في المعامل الصغيرة والموٌ
التجارية والمعاهد والمؤسسات العلمية والادارية» الخ. صحيح ان هناك يهوداً اغنياء ولهم نفوذ وتأثير
اقتصاديء ولكنهم, بالنتيجة, ليسوا أكثر من سن في دولاب الاقتصاد الرأسمالي الاميركي العملاق.
ولا حاجة الى القول: بالطبع» ان مقابل وجود قلّة قليلة من الأغنياء» هناك كثرة كاسرة من الفقراء
أى متوسطي الحال.
كتبت الكاتبة اليهودية نعومي كوهين: «ان اليهود الاميركيين لم يتمتعوا بقوة سياسية خاصة,
وقد بولغ كثيراً قْ قوتهم الاقتصادية . ٠ صحيح انهم أصيحوا مجموعة ميسورة ؛ ؛ ولكن ذلك عائد الى
تركزهم في المدن» وانتمائهم الى فكة اصحاب الياقات البيضاء... ولقد لعبوا .أدواراً هامة في عالم
الصناعة الخفيفة والمنتجات والخدمات الاستهلاكية: ولكنهم كانوا غائبين» تماماًء عن تطوّر الصناعة
الثقيلة. وحتى فترة قريبة» لم يكونوا يشاهّدون في المناصب الادارية»(١١).
وأشار الكاتب الصهيوني هوارد مورلي زاخرء في كتابه «مجرى التاريخ اليهودي المعاصي. الى ان
يهود الولايات المتحدة «لم يكونوا ذوي علاقات قوية بالصناعات الرأسمالية الأساسية؛ مثل الفحم
والفولاذ والنفط والسيارات والسفن ووسائّل الاتصالاتء وهي الصناعات التي انتجت ثروة
19546 ) أيلول ( سبتمير :.١154 شوُون فلسطيزية العدد 1٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 198
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6703 (5 views)