شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 9)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 9)
المحتوى
محمد خالد الازهري
صفوفهاء وعملت على شل فعاليتهاء منعاً لبروز أعمال تخدم المجتمع الفلسطيني وتطوّر مؤسساته.
ومثلما فتحت سلطات الانتداب البريطاني» في منتصف الثلاثينات» أبواب الهجرة للمستوطنين اليهود,
قامت سلطات الاحتلال» بدورهاء منذ العام ‎١9717‏ بعامة: ومنذ مطلع الثمانينات يخاصة:, يفتح أيواب
الضفة والقطاع لحركة الاستيطان التي تزعٌمها المهووسون الدينيون اليهود» حتى ابتلعت الحركة
الاستيطانية؛ بشقيها الرسمي الحكومي والشعبي اليهودي (غير الرسمي شكلاً: ‎٠‏ والمدعوم, رسمياً:
بالأساس)» جزءاً كبيراً من أراضي الضفة والقطاع: وذلك على أساس لا سند له من القانون: أو
التاريخ, فشو «أحقية» كل اليهود في الاستيطان داخل «أرض - اسرائيل الكبرى» في المفهوم
الصهيوني7*'). وممًا أدّى الى تزايد الضغوط على أبناء الارض المحتلة الاعتداءات المتوالية على
أموالهم وأرواحهم من قبل الجماعات الارهابية اليهودية(0؟) ). وهي اعتداءات يمكن ادراجها تحت يند
الارهاب الرسميء أي ذلك الارهاب الذي تضطلع به السلطات الرسمية الاسرائيلية. فلا يمكن ان
يقتنع عاقل بأن الجماعات الارهابية تعمل من تلقاء نفسها ويمعزل واستقلال عن ارادة الدولة
الصهيونية.
جاءت الانتفاضة: أيضاً ' في وقت استولت اسرائيل علي معظم مصادر المياه؛ مما هدّد أي تطور
للزراعة الفلسطينية تهديداً خطيراً. ووضعت سداً صخرياً أمام أي تطور صناعيء أو تجاريء في
الضفة والقطاعء, بحيث تحوّل الفلاحون والمزارعون والعمال الفلسطينيون الى مجرد أيدٍ عاملة
رخيصة: مستغلة قانونياًء وضريبياً وانسانياً في حقول العمل الاسرائيلية المختلفة!("3).
هذا كله الى جانب انتشار البطالة في أوساط العمال والطلاب والشبيبة»: بسبب أزمات الاقتصاد
الاسرائيلي المزمنة, وتسريح عدد كبير من الجنود بعد العام ‎١187‏ لانتفاء الضغوط الأمنية على
الحدود. وضمور سوق العمل. العربي في الخارج» جراء انخفاض أسعار النفطء وما استنفدته حرب
الخليج!"'). وهذه الظروفء جميعهاء تعيد الى الذهن: نسبياً ‎٠‏ حالة البطالة التي تفشت قبيل ثورة
العام ‎:١9757‏ بسيب الضغوط الاقتصادية التي مارستها سلطات الانتداب البريطاني» بالتحالف مع
الحركة الصهيونية.
ومن الناحية السياسية:» قامت الانتفاضة بعد مرور عشر سنوات على مشروع الحكم الذاتي
لتسوية مستقبل الأراضي المحتلة, بما شهدته هذه السنوات من أعنف الضغوط على ابتاء الشعب
الفلسطيني في الداخل» وعلى منظمة التحرير الفلسطينية في الخارج. وكان أهمّ هذه الضغوط المحاولة
الفاشلة لتحطيم البنية العسكرية ‏ السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الأراضي اللبنانية العام
ويذلكء كانت الانتفاضة تتويجاً لفشل ذريع للسياسة الاسرائيلية الهادفة الى خلق البديل
السياسي من المنظمة في الداخل؛ » من الناحية المؤسساتية السياسية؛ وفشلها في فرض مشروع الحكم
الذاتي أيضاً ؛ كما انها كانت التعبير الامثل عن نزوع الفلسطينيين» داخل الارض المحتلة وخارجهاء
نحو الاستقلال وتقرير المصيرء بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
ومع أخذ عوامل كثيرة في الاعتيار, نلاحظ ان الأسباب التي دعت الى تفجّر ثورة العام ‎١57“‏
‏تتقاطع وتلك التي أدت الى اندلاع الانتفاضة الكبرى بعد خمسين عاماً . فقد جاءت الواقعتان على
أرضية المطالب التاريخية للشعب الفلسطيني بالاستقلال وتقرير المصير, ؛ ووقف الخطر الصهيوني على
أرض فلسطين, والتصدي للعريدة الاستعمارية في شكلها البريطاني ‏ الصهيوني العام 21577
والصهيوني ‏ الاسرائيلي العام 11/17. والواقع ان المشابهة» من هذه الزاوية» هي التي تعطي
/ شوُون فلسطيزية العدد 159.: تشرين الأول ( اكتوير ) ‎١1485‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22442 (3 views)