شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 29)
المحتوى
ومس
مها بسطامي حت
عبارات مشابهة(')؛ واكتفى بالاشارة, فقطء الى «تطوير مؤسسات للحكم الذاتي» (المادة الثانية من
صك الانتداب). ومن الواضح وثيقة الانتدابء التي اخضعت موادها للتغيير والتبديل مراراً قبل
اقرارهاء يفعل الضخغوط م القوية, انما جاءت لتستجيب لهذه الضغوط وتشكل الاطار
القانوني لتطبيق الوعل يلفور» > جملة وتفصيلاً. وكما جاء على لسان صموبيلء: «فان سياسة حكومة
جلالته؛ التي أتيتث الى هنا لتنفيذهاء » تتمثل في تشجيع هجرة اليهوب حتى نصل الى مرحلة (قد تكون
خمسين» أو ريما مكة عام من الآن) تصبح فيها مصالحهم مسيطرة الى حد يستوجب اقامة حكومة
يهودية في فلسطين»72). واذا كان تشجيع 'الهجرة اليهودية يشكّل احدى القواعد الاساسية لسياسة
الانتداب البريطاني» فقد كان ذلك» ايضاً: مصدر تذمر الفلسطينيين العرب» وبسخطهم على هذه
السياسة؛ وباتت المطالبة بايقاف الهجرة اليهودية؛ أو تقييدها على الاقل؛ الجامع المشترك في كل
عريضة قدمتها الحركة الوطنية الفلسطينية الى سلطات الانتداب.
لم يكن صموئيل بحاجة الى كثير من الوقت لكي يدرك ان السياسة التي يحاول الانتداب
البريطاني تطبيقها في فلسطين لا تجد ترحيباً لدى السكان العرب. ففي المجال السياسي» رفض العرب
الانتداب القائم على اساس «وعد بلفور», والذي يفصل فلسطين عن امتدادها العريى» ويجعلها غنيمة
سهلة للاطماع الصهيونية.وزاد في حدّة المشاعر العربية» ومرارتهاء هزيمة حكومة الامير فيصل في
دمشق وسقوطها على يد القوات الفرنسية: الامر الذي قضى على آمال الوحدة العربية الوليدة. وعلى
. الصعيد الاداري»: شاهد الفلسطينيون غالبية الوظائف الحساسة في المراتب العليا والمتوسطة تمتلىء
بالبريطانيين (وبعضهم من اليهود) على حساب الموظفين العرب, الذين كانواء حتى وقت قريب»
يشاركون العثمانيين في ادارة البلاد. وكأنما هذا وحده لم يكن كافياً؛ فقد لجأت الادارة البريطانية الى
استخدام جيش من المترجمين في مختلف الدوائرء نتيجة اعتمادها اللفتين: الانكليزية والعبرية» الى
جانب العريية: لغات رسمية للادارة.
أمّا في المجال الاقتصاديء فقد كانت فلسطين تعيش أزمة حادة خلّفتها ظروف الحرب القاسية
التي مرّت بالبلاد طوال اربع سنواتء بالاضافة الى الاوبتة والمجاعة والجرادء بِحَيَت كانت الحاجة
ماسة للغاية الى سياسة اقتصادية ناجعة تساعد على الخروج من دوّامة الغلاء والتضخم وغياب
المشاريع الاستثمارية. ويدل من ذلك. شهدت فلسطين افواجاً من المهاجرين اليهود المعدمين»:
القادمين من اورويا الشرقية: هرياً من قسوة الظروف المعيشية واضطهاد الانظمة الحاكمة» الامر
الذي زاد في حدّة الوضع الاقتصاديء ووفر المناخ الملائم للتوتر الاجتماعي والصدامات بين العرب
واليهود.
وكان لا بد من اتخاذ خطوة مناسبة تساهم في تهدئة الاجواء وطمأنة السكان و «تنفيس» الوضع
المتأزم . يجاء الاقتراح من جانب المندوب السامي بتشكيل «مجلس استشاري» (-2تا00 :40515013
لك )؛ ضمٌ عشرين عضواً. نصفهم من كبار موظفي الادارة البريطانيين: والنصف الآخر اختارهم
المندوب السامي ممثلين لفئات الشعب المختلفة؛ أمّا الاعضاء الرسميونء فكانوا: السكرتير الاول»
السكرتير القضائي, والسكرتير المالي» وحاكم القدسء ومدير دائرة الاشغال العامة, ومدراء دوائر
الصحة والتعليم والتجارة والصناعة والضريبة والدخل وأحد حكام الالوية بصورة دورية. ولدى
اختياره الاعضاء غير الرسميينء راعى المندوب السامي التوزيع الجغرافيء والطائفي, والاقتصادي,
الى حدٌ ماء فضمٌ المجلس أربعة مسلمين وثلاثة مسيحيين وثلاثة يهود . ومثّل المسيحيون طوائّف الروم
الارشوذكس والكاثوليك والبروتستانت؛ في حين توزّع الاعضاء العشرة جغرافياً على النحوى التالي:
578 فْوُون فلسطيزية العدد ‎:١115‏ تشرين الأول ( اكتوبر ) ‎١5145‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22438 (3 views)