شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 39)
- المحتوى
-
مها بسطامي حل
المتعلقة بالاشغال العامة والسكك الحديدء. وشق الطرقء والنشاط الزراعي: وتجفيف المستنقعات»
والحاجة الى مرشدين زراعيين والى مصارف للاقراض الزراعي» وتشجيع الصناعات المحلية الصغيرة
والسياحية:» والاهتمام بالأمن وملاحقة المجرمين. وتكثيف الخدمات الصحية بين السكان» ومكافحة
الملاريا» وغير ذلك من القضايا اليومية.
لقد حظيت اعمال المجلس الاستشاري في فلسطين باهتمام ضئيل للغاية من جانب الباحتين
والمؤرخين العرب والاجانب الذين تركّز معظم دراساتهم على المؤسسات الوطنية المعروفة؛ كالمؤتمرات
الوطنية الفلسطينية» واللجنة التنفيذية» والمجلس الاسلامي الاعلى. ويبدى ان القيود المفروضة على
اعمال المجلس ساهمت,. عملياً: في تحديد مدى فعاليته. فهى. بحكم قرار انشائه. مجلس استشاري
فقط؛ وبالتاليء لا يملك أية سلطة تنفيذية؛ اى تشريعية؛ وهي السلطات التي بقيت محصورة في يد
المندوب السامي وحده. كما ان القرار الصادر بانشاء المجلس كان فرض اطاراً عاماً لأعماله (قصتع
ععمع رع ]ع7 01 ) يقضي بعدم اتخاذ المجلس أي قرارء أو توصية تتعارض وينود صك الانتداب»
وبالتالي تناقض السياسة البريطانية القائمة على أساس «وعد بلفور» وتشجيع اقامة «وطن قومي»
لليهود في فلسطين .ومن هناء كانت مناقشات المجلس ومحاولات الاعضاء العرب دفع الحكومة الى تبنّي
قرارات أكثر ايجابية لصالح السكان العرب في فلسطين تصطدم, دائماً. بهذه القيود الاساسية,
وتفرغ اعمال المجلس من أي مضمون سياسي. وكان هذا واضحاً بشكل خاص ف النقاشات المتعاقة
بقوانين الاراضي, وتسجيلهاء وبيعهاء وموضوع الهجرة اليهودية ومعارضة العرب لها ومطالبتهم
بفرض قيود عليهاء بالاضافة الى المواضيع ذات الابعاد السياسية؛ كالانتخابات والجنسية والدستور.
ومن جهتهم» كان الاعضاء العرب في المجلس مدركين» تماماً. القيود المفروضة عليهم من داخل
المجلس وخارجه. الامر الذي دفعهم الى تجنْب الالتزام بأي قرار يتعارض والمطالب الوطنية
الفلسطينية. خاصة في ما يتعلق بالقضايا السياسية الحشاسة. . ويبدى أن هؤلاء الاعضاء أنفسهم
ادركوا,ء بعد مرور بضعة شهور على بدء جلسات المجلسء. الحدود الضيقة المفروضة على أعماله,
وبالتالي بدأ حصاسهع واهتمامهم بمتابعة جلسات المجلس يتضاءلان ٠ ويد ذلك واضحاً بعد وفأة د.
حبيب سالم, في اواخر العام ١؟55١؛ وهى الاكثر حيوية, وانتقاداً؛ ومتابعة لأعمال الحكومة: وعدم
تعيين عضو عربي آخر في مكانه. كما ان التوتر السياسي الشديد الذي شهدته فلسطين خلال العام
9 والفشل الذريع الذي منيت به محادثات الوفد الفلسطيني في لندن تركا آثاراً سلبية على نشاط
المجلس الاستشاريء الذي باتت جلساته الاخيرة تعقد بفارق شهرين:» أو ثلاثة؛ بدلا من شهر, الى
ان توقفت في ١١/؟15717/5١.
ومع ذلك؛ لا بدّ من تسجيل بعض الايجابيات لصالح المجلس الاستشاري. فقد أبدى اعضاؤه
العرب اهتماماً كبيراً. في الفترة الاولى على الاقل, بمتابعة شؤون البلاد الداخلية وادخال التحسينات
الى مختلف مجالات الحياة فيها. وكان لهم أثر واضح في تعديل بعض المراسيم والقوانين بما يخدم
مصلحة السكان العرب. كما انهم شكلواء بالنسبة الى ادارة صموئيل؛ مؤّشراً حساساً الى اتجاهات
الرأي العام والمناخ السياسي السائد في فلسطين. ولكن الخدمة الاهمّ التي قدمها هذا المجلس هي في
كونهء عملياًء ميدان الاختبار الاول الذي تفاعل فيه مندوبى عرب فلسطين مع سلطات الانتدابي
البريطاني والحركة الصهيونية ؛ واستطاعواء بالتاليء ان يلمسواء عن كثب, حقيقة السياسة البريطانية
وموقفها من المشروع الصهيونيء الامر الذي ساهم, بالتأكيد؛ والى حد كبير, في بلورة موقف الحركة
الوطنية الفلسطينية؛ قيادة وشعباً. من مشروع المجلس التشريعي والانتخابات المقترحة له,
58 لشُؤُون فلسطيزية العدد 159.: تشرين الأول ( اكتوبر ) ١1/45 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)