شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 53)
المحتوى
د. محمود محارب
وعلى الرغم من ان الحزب لم يذكر الصهيونية الا لمامأء فقد صرّح شموئيل ميكونس, في المؤتمر
العام الثاني عشر, بأن الحزب «لم ير أهمية حاسمة في تكرار مواقفنا المعروفة من الصهيونية التي كنا
نعتبرهاء ولا نزال؛ ايديولوجية قومية ‏ برجوازية رجعية». وأضاف انه في السنوات الاخيرة, أصبحت
الصهيونية بوقاً «يهودياً» ل «النظرية» العالمية الخاصة بوزارة الخارجية الاميركية, والتى تنفى حق
الشعوب في التحرر الوطني(") ؛ والحركة الصهيونية ذاتها ليست حركة تحرر وطنيء كما صرّح فلنر,
لأنها موالية للامبريالية دائّماًء ولم تقاتل؛ أبداً: من أجل الاستقلال الوطنيء بل قاتلت دائماً ضده(').
وبعد عام» أكد ميكونس مناهضة الحزب للصهيونية و«شعارها الخبيث» المتعلق ب «جمع
الشتات». وأكد انه «بما ان الصهيونية عميلة للامبريالية» فان مصيرها مرتبط بمصير الامبريالية,
وسوف تنهار الصهيونية وتتلاشى مع الامبريالية»("). وفي رأي ميكونسء ان الصهيونية تعني التخلي
عن الاستقلال الوطني ومنح منتجات البلاد للأجانب؛ ومضاعفة استغلال العمال؛ وتدنّي مستوى
المعيشة» وزيادة البطالة» وفرض الضرائب العالية؛ وتعني» في الوقت عينه؛ زيادة أرباح البرجوازية
اليهودية»!'. وأكد ان هذه هي حقيقة الصهيونية؛ ولا يمكن لها ان تكون غير ذلك؛ مضيفاً ان أولتك
الذين يؤمنون بأن الصهيونية تعني استيعاب الهجرة؛ وتطوير البلاد, وبناء النقب, مخطئون؛ لآن
تجربة السنوات السابقة أثبتت ان «الصهيونية غير معنيّة بحل هذه الأمور». فهذه القضايا لا يمكن
حلها الا من طريق «حكم الشعب: تحت قيادة الحزب الشيوعي؛ كما هي الحال في الاتحاد السوفياتي
والصين»/*). والصهيونية ملتزمة بعزل الجماهير العاملة اليهودية» ونشر الشوفينية بينهم» ونفي
الصراع الطبقي وتجاهله. وبناء عليه فان الصهيونية حسب رأي الحزب, هي أداة للامبريالية ؛ ومنذ
تأسيسها اعتمدت الصهيونية على القوى الرجعية في العالم» وتعاونت مع الامبريالية البريطانية لمدة
تقارب الثلاثين عاماً, وأصبحت, اليوم؛ «وكالة عالمية للامبريالية الاميركية»(). وأكد الحزب ان
الصهيونية «تخدم الامبريالية الاميركية دون أي تحفظ في الاعداد لحرب عالمية ثالثة, وفي التوسّع,
والهيمنة على العالم» واضطهاد حركات التحرر الوطني المستعمرة» وبعث القوة العسكرية النازية في
المانيا الغربية: وانشاء كتلة عدوانية في الشرق الاوسطء وتخريب في البلدان الاشتراكية». وتوصّل
ميكونس الى الاستنتاج ان الصهيونية» بمهمّتها هذه «عدو للقوى الديمقراطية والمحبة للحرية» وعدو
أكيد للشعب اليهودي: وشعب اسرائيل» ودولة اسرائيل»7).
وفي موتمره العام الرابع عشر الذي عقد العام ‎:1571١‏ واصل الحزب النظر الى الحركة الصهيونية
كحركة قومية ‏ برجوازية رجعية؛ وفي الوقت عينه أكد ان الصهيونية هي آداة للبرجوازية اليهودية في
صراعها ضد المصالح الحقيقية للعمال اليهوبء وضد التقدم والاشتراكية87).
وف ما يخص العلاقة بين الصهيونية والامبريالية: أبدى الحزب ايمانه بأن الصهيونية «عميلة
الاميريالية», ودأداة الاميريالية»: أو «الفرع اليهودي للاميريالية». ولم تكن «السياسة الصهيونية
الموالية للامبريالية» سياسة صهيونية تكتيكية» وتطبّق من اجل تحقيق أهد افها ؛ ولم تقم هذه السياسة
على أساس المصالح المشتركة بين الصهيونية والامبريالية» بل كما يبِين التاريخ ‏ على حدّ قول الحزب
- «فان الصهيونية استغلت دائمأ على يد الامبريالية» لمصالحها الخاصة ضد العمال اليهود وجماهير
اليهود(").
زوال الصهيونية
في أواخر الخمسينات: فقدت الهجرة الى اسرائيل زخمها. فقد تقلّص كثيراً عدد المهاجرين
آذك لشُوُون فلسطيزية العدد 154.: تشرين الأول ( اكتوبر ) ‎١915‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7283 (4 views)