شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 55)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 55)
المحتوى
د. محمود محارب
وغير صهيونيين: بل الى ظيقات متناقضة. علاوة على ذلك» اعتقد الحزب بأن الصهيونية كانت عامل
انقسام بين الطبقة العاملة وبين الجماهير في اسرائيل. واعتبر ان النضال ضد عامل الانقسام جزء
من النضال الوطني من اجل «أسرائيل ديمقراطية مستقلة», والأخوة بين الشعوب والتقدم الاجتماعي
والأمن والسلام("١).‏
تجدر ملاحظة ان نظرية الحزب بشأن زوال الصهيونية لم تجر صياغتها بعد ان اعترف الحزب
بدور الصهيونية و«عهدها القوي». وعلى النقيض من ذلك؛ فقد سبق له ان تجاهل الصهيونية ودورها
في اقامة وقيادة اسرائيل. واضافة الى ذلك؛ كان من المدهش ان الحزب أرسى حجته بصدد أزمة
الصهيونية وتلاشيها على تقلّص الهجرة وعلى ما أسماه الحزب عدم رغبة التجمّعات اليهودية في
تصفية «الشتات»؛ في الوقت الذي اعتبر الحزب ان «الهجرة ليست صهيونية».
من الارجح ان نظرية «زوال الصهيونية» لم تجر صياغتها من اجل تعزيز نضال الحزب ضد
الصهيونية؛ بل من أجل تسويغ تحاشيه المستمر للصهيونية . فان احد أخطر الاستنتاجات: بالنسبة
الى حزب يعتبر نفسه مناهضاً للصهيونية» التي يمكن التوصل اليها من مثل هذه «النظرية», هي انه,
نظراً الى «حقيقة» ان الصهيونية كانت في طور التلاشي» فانه لم يكن من الضروري تركيز النضال
ضدها؛ اذ ان مثل هذا النضالء الذي يفتقر الى الشعبية» قد يجلب عداء كثير من الاسرائيليين؛ بل
الاجدى تركيزه على قضايا أخرى. على أية حال فان المجموعة التي أيّدت النظرية داخل الحزب,
ونجحت في جعلها سياسته الرسمية: مثلتها جماعة ميكونس وسنيهء التي انفصلت عن الحزب العام
6 عشية المؤتمر العام الخامس عشرء وأسّست «الحزب الشيوعي الاسرائيلي» الخاص بهاء الذي
تبنى» بدورهء الصهيونية صراحة العام /14/1951).
من الهام؛ أيضاًء الاشارة الى ان نظرية تلاشي الصهيونية لم تكن الاولى من نوعها. فبعد قيام
اسرائيل», اذُعى بعض الصهيونيين بأن الصهيونية انتهت لأنها حققت هدفها بقيام الدولة اليهودية.
ولكن هؤلاء الناس كانوا يشكلون جماعات هامشية داخل الحركة الصهيونية. لقد واصل
الصهيونيون؛ أو على وجه الدقة الأغلبية الساحقة من الاحزاب والتيارات الصهيونية؛ تأييدها لهدفي
الصهيونية الأكبرين؛ وهما: «نفي المنفى» أو معظمه؛ و«اقامة دولة يهودية في أرض - اسرائيل».
لم تنجح الصهيونية, بعد في الغاء غالبية «الشتات» اليهودي. ولكنها نجحت في الغاء حوالى ‎٠٠١‏
‏بالمئة منه. ثم انه على الرغم من حقيقة ان الصهيونية نجحت في اقامة دولة يهودية» فانها لم «تحرى,
بعدء «أرض - اسرائيل»؛ بل «جزءاً منها» فقط. وفي العام 11717, احتلت اسرائيل الضفة الفلسطينية
وقطاع غزة وأراضي أخرى تعتبرها الصهيونية جزءاً «من القسم الغربي من أرض - اسرائيل». ومنذ
احتلال هذه الاراضيء بدأت عملية تهويد؛ تمهيداً لضم كل, أو على الاقل بعض اجزاء من «القسم
الغربي من أرض - اسرائيل».
صحيح ان تقلّص الهجرة وضع الصهيونية في أزمة؛ ولكن من الخطأ التسرّع في الاستنتاج ان
الصهيونية تلاشت نتيجة لهذه الازمة . فيعد وضع هذه النظرية, وخاصة بعد حرب العام /5511,
استطاعت الصهيونية جذب مئات ألوف المهاجرين اليها.
لقد تخلّى المؤتمر العام السادس عشر للحزب عن نظرية زوال الصهيونية؛ وشدّد؛ بدرجة أكين
على النضال السياسي والايديولوجي ضدها. وتكمن أهمية الموّتمر العام هذا في انه قدّم أول دراسة
ه لشوُون فلسطيؤية العدد ‎:.١159‏ تشرين الأول ( اكتوير ) ‎١945‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)