شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 59)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 59)
المحتوى
د. محمود محارب
المشترك في دراسته التركيز على السياسة الصهيونية الموالية للامبريالية, متجاهلاً الاهداف التى
سعت هذه السياسة الى تحقيقها. ‎١‏
‏أكد الحزب انه منذ تأسست الصهيونية «ارتكزت السياسة الصهيونية على التعاون مع قوى
. الرجعية والامبريالية ضد الحركة الاشتراكية الثورية؛ وضد حركة التحرر الوطني». وذكر المحادثات
التي بدأها هرتسل مع قيصر المانيا والوزير القيصري الروسي المعادي لليهود, فلبه. الذي اقترح
هرتسل عليه «خطة صهيونية لعزل العمال اليهود عن الحركة الثورية؛ وعن النضال ضد القيصرية من
أجل الديمقراطية والاشتراكية». وأضاف الحزب ان «الصهيونية السياسية لم تترك قوة امبريالية لم
تضع ثقتها فيها». دون أية محاولة لتفسير سبب تحالف الصهيونية مع الامبريالية!*').
ذكر الحزب انه بعد احتلال بريطانيا لفلسطين» تعاونت القيادة الصهيونية مع حكومة الانتداب
البريطاني. وأشار الى ان هذا التعاون والمساعدة المتبادلة كانا موجّهين ضد الشعب العربى
الفلسطيني. وفي هذا السياقء ذكر الحزب ان الحركة الصهيونية اتبعت سياسة «شراء واحتلال الحدّ
الاقصئ من الارض العربية وابقاء أقل ما يمكن من السكان العرب»!' '). وأشار الى الشعارات الثلاثة
التي رفعها اليشوفء وهي: «احتلال الارض» و«احتلال العمل» و«الانتاج العبري». وأضاف أنه
نتيجة لتطبيق الشعار الاول: أصبح الفلاحون:ء الذين باتوا بدون أرض ومصدر رزق» مصدراً رخيصاً
للعمالة في المستوطنات اليهودية. ولتستبعد العرب من العمل» رفعت الحركة الصهيونية الشعار الثاني
«احتلال العمل»2(""). ونتيجة لذلك» طرد العرب من أماكن العمل. وكان الشعار اليهودي الثالث يعني
مقاطعة المنتجات والبضائع العربية» على الرغم من انها منتجات البلاد ذاتها. وأكد الحزب ان تطبيق
قيادة الاستيطان لهذه الشعارات عكّر العلاقات بين اليهود والعرب في فلسطين, الامر الذي أبهج
الاستعمار البريطاني(2).
من الملاحظ ان الحزب وصف هذه الشعارات الصهيونية الثلاثة دون ان يخوض عميقاً في
تحليلها ودراسة أهدافها والآثار المترتبة. عليها. فعندما طرحت الحركة الصهيونية هذه الشعارات,
ومارستهاء سعت,. في حقيقة الأمرء الى تحقيق هدفين في آن : (أ) انشاء «أمة يهودية» في فلسطين: توطئة
لتأسيس الدولة اليهودية؛ (ب) خلق الظروف الموضوعية, تمهيداً لطرد العرب الفلسطينيين.
لقد جاء احتلال الارضء والعمل: والسوق, لسحب البساط من تحت أقدام الشعب العربي
الفلسطيني؛ من ناحية؛ ولوضع الاسس لبناء «أمّة يهودية» في فلسطين تمهيداً لاقامة الدولة اليهودية
الصرفة؛ من ناحية أخرى. وقد ربط معظم القادة الصهيونيين بين تأسيس «وطن قومي» لليهود في
فلسطين وطرب العرب» واحتلال الارضء والعمل والسوق. فمنذ ان تحدث مؤسس الحركة الصهيونية,
هرتسل؛ عن ضرورة «نقل» العرب الفلسطينيين» وعدم منحهم حق العمل في وطنهم, تطرّق معظم القادة
الصهيونيين» وخاصة المنتمون الى التيار «العمالي» الصهيوني, الى طرد العرب وتبنُوه(*"). لم يرغب
قادة الحركة الصهيونية في اتباع سياسة تكون نتيجتها اقامة دولة تحتل فيها الاقلية اليهودية
الشريحة العليا في المجتمع» بينما يحتل السكان الاصليونء والذين يشكلون الاغلبية؛ الشرائح الدنيا.
لقد اتسم زعماء الحركة الصهيونية ببعد النظر عندما ادركوا الخطر الكامن في الاعتماد على الاقلية
المستغلّة . فالمركة الصهيونية ليست حركة كولونيالية تقليدية. وهي تختلف عن بقية الظواهر
الكولوزيالية التي شهدتها البشرية في العصر الحديث. فهي تختلف عن ظاهرة استعمار الفرنسيين
للجزائرء واستعمار البيض لروديسيا (زيمبابوي) وجنوب افريقيا. وتكمن خصوصية استعمار
م60 لشْوُونُ فلسطيزية العدد ‎:١155‏ تشرين الأول ( اكتوبر) ‎١945‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)