شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 73)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 73)
- المحتوى
-
رياض بيدس ب
الى شيء آخرء ويخذلنا. .. العائلة. هناء هي تلك العجنة المضغوطة 4 واللصيقة التي تحدّد معايير. وتولجها
الى داخل فمك براحة يد اكبر من الفم. من هنا يجب ان تنيثق الافكار والالتزامات والتسلل الى
السعادة ؛ من هنا يفترض ان يحدد معنى وقيمة لكل احساس وموقف وفعل. هكذ | قبل ان يقوم ' أبن
اسرائيل العاملة ' بأي قيمة عليه أن ينتمي ؛ واذا لم ينتم يحدّد الائتلاف العائبي انه ' سقط ضعيف '
. النتيجة هي ان غولدمان ويسرائيل وسيزار هم سقط اتجاه؛ ؛ اذ انهم لا يستطيعون الصمود في هذا
الضغط العائلي وهم اشبعوا انفسهم منه كل صباح ليهريواء وهم تخلّفوا عن الاتجاهء ان خنقوهم
كثيراً » الى درجة انهم لم يستطيعوا الهرب منه؛ ولم يوجد امل لخلق شيء مغاين.(07).
العائلة هناء هي العلاقات الصادقة بين البشر. ففي الرواية ابناء العائلات غرباءء مع انهم
تحدروا من عائلة واحدة؛ وكل عائلة معرّضة للخراب. ومعنى العائلة, هناء هو الواجيات والمعايير
والالتزامات. من هناء تلاحظ ان ما يمر من الآباء الى الابناء ليس الا ظلا باهتا لعلاقات عائلية معايير
- غير حقيقية وغيرملائمة في آن. بناءً على ذلك» نرى ان الابناء الثلاثة لم يستطيعوا اقامة؛ اوتأسيس,
عائلة بالمعنى الحقيقي. فهم دائمى الهرب من اقامة علاقات عائلية» لتلا تكون علاقات زائفة وياهتة,
كعلاقات ابائهم الضيقة والدوغمائية؛ وفي النهاية فشلوا في خلقء او تحقيقء العائلة, او المعيار
الصحيم.: او الناجح. فالاطار العائلة او الافكار والمثاليات الذي توارثوه عن آبائهم, او كادوا
يتوارثونه كليّة شوّش عليهم, ٠ ولم يجدوا بديلاً حقيقياً ومحسوساً وير زائتف . فالواحد منهم يرفض
الاختلاف والتغاير في الغيرواراده كما صورّه في رأسه؛ الى درجة ان تحوّلت العلاقة بين الرجل والمرأة
- لدى جيل الابناء الى علاقة امتلاك. فالمرأة, بالنسبة الى احد الابناء. هي كائن يجب ان يعرف عنه
كل شيء (بضمن ذلك الرجل الاول الذي عرفته في حياتها), ٠ ويجب أن تلغي كل ماضيها حتى تعيش
معه. لذاء رأينا ان امكان اقامة عائلة امر صعب جداً؛ والعلاقات السائدة هي الهشة, اى التي فيها
الكثير من الالم, او الاغتراب: بين الرجل والمرأة.
أما جيل الآباء. فعاش ازمته الخاصة: كيف يواصل تحقيق ميادئه ومتالياته وعقيدته في عالم
متغير لا يتلاءم والطرح الذي حملوه في جوانيتهم؟ بالنسبة اليهم, المبدأ هو الحل وليس الحل الذي
قدء اويجب انء ينبع من الواقع. ويذلك: تحولوا الى دوغمائيين . والحل كان كنوع من الكذب الصادق
والاسهل لتفكيرهم ومعتقد اتهم انه «لا يوجد فلسطينيون» ٠.ى«تهايةء المبداً هى قوة. وقوة من هذا النوع
هى عنف»!("١) . ولكي يتحقق ويسود ذلك المبدأ الذي يحمله الآباء يجب اقامة اطار هرموني يفتصب
التفاصيل الواقعية؛ ليلغي الفروقات بينها؛ وهنا تحوّل المبدأ الى قوة عنيفة. واولتك الاشخاص
(الابناء) الذين رأوا التفاصيل الواقعية وعاشوها. وحاولوا زحزحة بعض المعايير ما هم الا مجموعة
من الخارجين على المبدأ وقوانينه. «هنا افترق الابناء عن الآياء. ' المبادىء' هي التي لا يقدر ولا يريد
الابناء ان يرثوها عن الآباء. الهوة ة التي تفصل بين الواقع الذي يعيشونه وبين ' المبادىء' كبير ومؤّلم
جداًء الى درجة تخلوا عنها»(/
مع ان الابناء الثلاثة بدوا وكأنهم اختاروا حياتهم: الا انهم كانوا ٠ في الحقيقة, غير قادرين على
الاختيارء خوفاً من اختيارات آبائهم التي ارعبتهم؛ وكبّلتهم» ونفرتهم. ورأيناهم, طيلة الوقت؛ هاربين
من ساعة الحسم ويتلقون ضربات بسبب اختيارات ت الآخرين؛ او «لأن شيئاً تداعى بجانبهم والكارثة
غبرت الصورة»! 050
اذنء ما هى الحل؟ الحل هو التواجد والبقاء في الوسط. لا هناء ولا هناك. الوسط هو الاسلم
:7 لشْوُون فلسطيزية العدد 154.: تشرين الأول ( اكتوبر) ١545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22441 (3 views)