شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 107)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 199 (ص 107)
- المحتوى
-
جهّزت طابوراً خلفيء ليحلٌ محلي اذا اعتقلت. كل
وأاحد ترك خلفه عدداً من القادة ليحل محله بمجرّد
اعتقاله ويمارس عمله ذاته؛ ولدى هؤلاء البرنامج
الخاص بذلك. لهذا لا تتأثر الانتفاضة باعتقال أي
من قادتهاء ممّن لديهم برنامج. وهناك برنامج
للتصعيد, وآخر للتهدئة؛ فتتمٌ العملية بشكل منسّق
وليس عفوياً . فعندما تقع تظاهرة قوية في غزة وتشهد
الخليل هدوءاً » فان الامر لا يقع صدفة:؛ انه عمل
منسّق ومنظم. وقد تلافينا التأثيرات الاخرى التي
تتحدث عن الحجوم وتعتير هذا أكير وذاك أقل
حجماً منه: وتضع اعتبارات النصف زائداً واحد: او
الثلثين» عند التشكيل القيادي. للفصائل المشاركة
في القيادة حقوق وعليها واجبات متساوية؛ فلا فرق
بين «فتح» التي لها تسعون بالمئكة من المناضلين
داخل الوطن المحتل» وبين فصيل آخر له عشرة؛ أو
خمسة:؛ بالمئة. فالجميع سواسية. ولكل منهم ممثل
واحد في القيادة الوطنية. والعمل يجرى بصورة
ديمقراطية: وتسود فيه مناقشات ديمقراطية» ونتلافى
الاخطاء؛ وكثيراً ما نتنازل عن أشياء كثيرة لمصلحة
الانتفاضة واستمراريتها. من هناء لا تتأثر
الانتفاضة: لا بايعاد عشرين, أو خمسين, أوستين؛
شخصاً ولا حتى باعتقال ثلاثين آلفاً.
تشمل عمليات الابعاد كل الاجيال» وتطاول
جميع الأعمال والمهن؛ وجميع -الفئات الاجتماعية.
فبين المبعدين عمال ومحاضرون واطباء ومهندسون
وطلاب. ليس هناك شرائح خاصة بالانتفاضة. لا
غني يقول أنا غير مشارك في الانتفاضة: الاغنياء
ساهموا فيهاء ودفعوا ثمناً غالياً. نتيجة مشاركتهم.
دفعوا من أموالهم لفك الازمات التموينية في
المخيمات. فتحوا متاجرهم لتوزيع المواد الغذائية
مجاناً. هذا يولّد احساساً بأن لا طبقات برجوازية
وأخرى كادحة فقيرة؛ الكل شركاء في الانتفاضة. ابن
الغني دخل السجن واعتقل وضرب؛ وكذلك ابن
الفقير. الجرحى والشهداء هم ابناء الجميع. الكل
سواسية تحت الاحتلال؛ الذي لم يفرق بين غني
وفقير. الكل تلقى الضرب والتكسير ووقع تحت طائلة
التعذيب. لا فوارق بيننا. لا فرق بين فلاح وتاجر
ودكتور ومهندس وختيار وامرأة وبنت وشبل صغير.
كل شعبنا مشارك في الانتفاضة, وليس ثمّة طبقة
اجتماعية خاصة بالانتفاضة وطبقة لا علاقة لها
1١ شُوُون فلسطيزية العدد 1945 ت
بها. هناك قلّة قليلة تعتبر نفسها خارجاً لكنها تعاني
مثلذا. لهذا كله شملت عمليات الابعاد الجميع. احد
المبعدين كان في الثامنة عشرة من عمره؛ ولا مجال
للقول ان هناك من لا تريد سلطات الاحتلال ابعاده.
دور ما للحركة الاسلامية
تبيسير نصرالله: شكلت الحركة الدينية نفسها
تحت اسم الحركة الاسلامية؛ في أعقاب اصدار
القيادة الموحدة بيانها الرقم "2 أي يُعَيْد انطلاق
الانتفاضة. واطلقت على نفسها شعار «الذراع
القوي للاخوان المسلمين داخل الارض المحتلة».
حظي الاخوان المسلمون بوجود جماهيري قبل
انطلاق الانتفاضة؛ ولكن لم يكن لهم دور نضالي
فعال: وانما محاولات أجريت بهدف تعبكة عناصرهم
تعبئة دينية واسلامية تمهيداً للتحرير. كان مجال
العمل مفتوحاً لهم, فلم تمارس سلطات الاحتلال
عمليات اعتقال ضدهم, مما أفسح في المجال أمامهم
لاكتساب قاعدة عريضة . لكن» مع بداية الانتفاضة,
تمكّنت القيادة الموحدة من ادارة العملية النضالية
بشكل مذهلء وحازت على ثقة وتعاطف فئات شعينا
الفلسطنية كافة. وصار السؤال الذي يتردّد في
أوساط الاتجاهات الدينية وبين عناصرها ونشطائها
هو الذي يتعلق بتحديد الموقف في مرحلة الانتفاضة.
كانوا يفتقرون الى التجربة الصد امية مع الاحتلال
الاسرائيلي» مما أوجد تململلً دأخل صفوفهم: أخذ
يتصاعد ويشكل ضغطاً على قياد اتهم, وخصوصاً
قيادة الاخوان؛ بهدف دفعها الى الاسراع للدخول في
عملية الانتفاض الجارية. في هذا الوقت؛ كان تيار
الجهاد الاسلامى يمارس نشاطات نضالية ضد
الاحتلال الاسرائيلي. وظهر تمايز بين تيارات الحركة
الاسلامية؛ بين الاخوان والجهاد وحركة التحرير
الاسلامية. في البداية. كسبت الجهاد الاسلامى
على حساب الاخوان المسلمين؛ الذين صارعوا
ودخلوا المواجهة. حيث من لا يشارك فيها يخسر
مواقعه ويفقد دوره. الآنء ما يزال الاتجاه الصدامي
المتديّن سائداً ومسيطراً في أوساط الحركة
الاسلامية, و«حماس» هي هي التنظيم الطاغي على هذا
الصعيد. ونحنء في القيادة الوطنية الموححّدة
وم.ت.ف. نلتقي معهم حول الانتفاضة وضد
الاحتلال الاسرائيلي. لقد اصبحوا أكثر قدرة على
العمل الحزبي من الجهاد الاسلامي.
تشرين الأول ( اكتوبر ) ١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 199
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6869 (5 views)