شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 14)
- المحتوى
-
يافا.
في الايام التالية قام العرب باغارات على المستعمرات القريبة من مدنهم ودمروا بعضها.
واصطدمت الشرطة مع الثائرين في يافا فقتلت إِمَام احد المساجد وعرباً آخرين. وفي صفد,
خرج الناس من المسجد وهاجموا الحي اليهودي وراحوا يخلعون ابواب المحلات التجارية
ويشعلون النار فيهاء فقامت الشرطة: آنذاك: بنقل اليهود: وخصوصاً النساء والاطفالء الى
دار الحكومة, حيث بقوا ثلاثة ايام. ثم استقدمت الشرطة نجدة من خارج المدينة. واشتبك
الجميع مع العرب الثائرين واسقطوا قتلى وجرحى . اخيراً. تمكنت القوات البريطانية من قمع
الانتفاضة واعتقلت السلطة الكثيرين: وحاكمتهم: وأعدمت البعض وسجنت آخرين. لكن,
بعد هدوء الحالة في صفد, اعتصم عدد من شبانها بالجبال, لأكثر من عام وراحوا يزعجون
سلطة الانتداب.
في الثلاثينات. دخل عامل جديد الى العمل الوطني الفلسطينيء هو بروز نجم الشيخ عز
الدين القسام: وهو سوري من جبلة؛ درس في الازهر, في القاهرة, وكان من اساتذته الشيخ
محمد عبده. وبعد رجوعه الى سورياء مارس الوعظ والتدريسء وسرعان ما ظهرت لديه دوافعه
الوطنية. فاشترك في مطلع العشرينات مع الشيخ صالح العلي في الثوزة ضد الفرنسيين
وحكمت عليه المحكمة العسكرية الفرنسية بالاعدامء ففرٌ الى حيفا سنة ١4377 واستوطن
جامع النصر وديس في المدرسة الاسلامية, ثم صار خطيباً لجامع الاستقلال في حيفاء
وكاذوناً :
وشيئاً فشيئاً. اخذ الشيخ القسام يعمق علاقاته بالناس وبالمجتمع؛ ويهيىء الجو لكي
يبني منظمة سرية مسلحة. وبنى؛ اخيراء منظمة؛ لم تخلّف وثائق كافية لا عن مدى اتساعها
ولا عن مراحل نشوبها؛ وانما المعروف عنها انها كانت تتألف من حلقات مفصولة عن بعضها
وتلتقي, في الذروة؛ به نفسه: اما اعضاوؤهاء فكان مطلوب منهم تأمين سلاحهم ودفع
اشتراكات من اجل النفقات العامة والحصول على المزيد من الاسلحة.
في البداية, قامت المنظمة بسلسلة من العمليات الخاطفة ضد المستعمرات الصهيونية
وضد الدوريات البريطانية؛ وتوزعت الاشتباكات في قرى عديدة:ء مما أثار القلق لدى
الصهيونيين وسلطة الانتداب على السواءء ولا سيما ان المقاتلين كانوا غير معروفين. يظهرون
ويختفون كالأشباح . وبعد اكثر من سنتين على بدء العمليات اي في العام :.١15765 قرر القسام,
الثورة العلنية من اجل رفع معنويات الجماهير ومن اجل تكذيب الاشاعات التي روّجتها سلطة
الانتداب والتى زعمت ان اعمال القساميين إجرامية وغايتها النهب.
وفي ١١ تشرين الشاني (نوفمبس) ,.١15175 عقد اركان المنظفة القسامية؛ في حيفاء
اجتماعهم الهام الذي قرروا فيه الخروج الى الجبال والثورة. وهبوا كلهم الى تنفيذ القرار
واختاروا ان يتوزعوا في احراج يعبد (قضاء جنين). لكن البريطانيين عرفوا بتحركات
القساميين: او ببعضها على الاقل؛ فحاصروا الاحراج بقوات كبيرة زاحت تناوش الثوار أياماً.
ثم وقعت المعركة الكبرى في "١ تشرين الثاني (نوفمبر) 1575: واستمرت ضارية؛ قبل الظهر
وبعدهء فاستُشهد الشيخ القسام وعدد من رجاله وجرح وأسر آخرون, واستطاع بعض
المقاتلين اختراق الحصار والوصول بجثة القسام الى حيفا.
أثار استشهاد القسام ضجة كبيرة في كل انحاء فلسطين, واكتظت حيفا بالوفوب القادمة
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)