شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 30)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 30)
- المحتوى
-
تقوم فصائل منظمة التحرير الفلسظينية, مثلاً. بمناظرات ايديولوجية, وتصلء من خلال ذلك,
الى قرارات. مثل ذلك غير ممكن' وغير مجد. لكن هناك نقاطاً أساسية أصبحت من الاهمية
لدرجة ان الفصائل لا يمكن ان تتعايش فيما بينها اذا لم تتفق عليها. مثلاً. هل تبنى
التحالفات على الصعيدين الدولي والعربي باتجاه تقدمي أم باتجاه رجعي؟ على جواب مثل
هذا التَناوّل يتوق الحل لحاجم كبير مَنْ ٠المشنكلاتالمطروحة حالياً. ومستقبلاً. ليس: ثمة
تباعد كبير. في هذا المجال: في الموقف بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية: كما يبدو لأول
وهلة. فربما الذين «يغارلون» الرجعية العربية والدولية» الآن. لا يقصدون التحالف وانما
يفعلون ذلك باسم «المرونة», وبدفع من «التناقض» الحاصل مع الاطراف التقدمية العربية؛
وربما الذين «يلتزمون» الجانب العربي التقدمي لا يشعرون بالراحة التامة, ويفتشون في
واقعهم عن المزيد من حرية الحركة. ربماء ايْضاًء يتمنى كل طرفء بل ويحاول» ان يجد صيغاً
للتعاون مع الطرف الآخر من دون الانزلاق قي المواقف. أو الخلط بينها.
طبعاً. من الناحية النظرية البحتة: لا يبقى اي معنى لحركة التحرر اذا تحالفت مع
الرجعية الدولية» لان التحالف معها هو تحالف مع التبعية لا مع «التحرر». في الوقت نفسه.
الصراع مع الرجعية الدولية لا يعني عدم المرونة. بالعكس, التصلب الاحمق في الموقف هوى,
في حد ذاته, ابتعاد عن «الثورية». الحوار العقلاني مع الواقع يؤلف أحد المرتكزات الاساسية
للشورة؛ والشوري مرن حينما تلزم المرونة» وصلب حينما تلزم الصلابة: فهى عقلاني في
«مروئته» وفي «صلايته» . غير ان «المرونة» ليست تغييراً 2 الموقع » وليست انزلاقاً تفاريئجياً من
خط «التحرر» الى خط «التبعية». الفصل بين الأمرين, على الصعيد العملي؛ ليس سهلاً.
خصوصاً بسبب جو الديماغوجية السياسية؛ ولكنه ممكنء وممكن بصورة خاصة لقيادات
الفصائل نفسها التي يفترض ان تبني احكامها بالاستناد الى حجوم كافية من المعلومات :
١
قد تكون الفصائل, على الصعيد النظريء متفقة أو متقاربة في كثير من الامور. حتى في
الحرجة منها. مع ذلك: يمكن ان ينشاء على الصعيد العملي» خلاف حاد ومدمّرء حتى فيما
يتعلق بأمور بدهية متفق عليها نظرياً . كما يمكن ان ينشاء على الصعيد العمليء إتفاق تام,
ضمني وعلنيء حتى في الامور المختلف عليها نظرياً. أسباب ذلك ليست واحدة: وانما معقدة
ومتشابكة. ولعل أهم الاسباب يتركز في وجود درجة من العفوية لدى جميع الفصائل. وعندما
تسوب العفوية يقع المرء تحت سيطرة الضرورات العملية, سواء اتفقت هذه مع منطلقاته
النظرية أم لم تتفق تتفق
مثلاًء تحديد الات الصديقة» لم يتحقق لدى اي من الفصائل نظرياً ؛ لذلك رضيت
الفصائلء من قبلء بلبنان أرضاً صديقة. هل لبنان الستينات والسبعينات «ارض صديقة»؟
المشهور عن لبنان, في تلك الفترة: انه «ديمقراطي» ويمكن ان تتعايش فيه جميع الاتجاهات.
كان النعت «ديمقراطي» يعنيء في حقيقة الامر» «فوضوي أ». فالامور متروكة على غاربها لأن
النظام الطائفي الذي يتوزع فيه الزعماء الطائفيون الوظائف العامة؛ بدءاً من وظيفة الدركي»
لا يمكن ان يكون «ديمقراطياً». كانت «الديمقراظية» تتحول الى شراسة عندما يتعلق الامر
بالتقدم» وتكون الدولة قادرة على قمعه. عدم القمع لم يكن ناجماً عن الروح «الديمقراطية»,
5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)