شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 36)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 36)
المحتوى
النضال الوطني هو سياسيء في الجوهر: تخدمه الاداة العسكرية حسب احتياجه وظروفه
ومعاييزه.
يقابل العقلية الضيقة التي تعجز عن رؤية واستغلال البُعد السياشي للعمل العسكري؛
النزوع إلى تغليب حساب المردود السياسي على التقييم التقني والتفصيي للاداء الميداني» إلى
حد عدم الاهتمام جدياً بتقييم وتطوير الاداة.العسكرية المنفذة للاستراتيجية الشاملة.
ويتمثل هذا النزوع بالاعتقاد. بأنه طالما كان الغرض من القيام بعملية عسكرية ماء أو حتى
من الاحتفاظ باداة عسكرية؛ هو نقل رسالة سياسية معينة؛ فلا داعي لتكريس الجهود
الرئيسة؛ بلا كلل, لترقية مستوى التنفيذ العسكري. ويعززهذا الاعتقاد الشعور بأنه سيظل
لدى القيادة الفلسطينية» دوماًء الموارد البشرية والمادية الكافية للقيام بالعمليات البارزة عند
الحاجة, والشعور بأن مجرد حدوث العملية هئ الأهم سياسيا وليس ما يحدث خلالها.
توجد مجموعة ثالثة ممن يقتنعون.كليا بأهمية الكفاح المسلح وبالتالي بأهمية ترقية
القدرات العسكرية ومردود العملء إلا انهم يصّرون على قياس ذلك المردوب بالمعايير السياسية
والمعنوية أساساً. ولا يرون ضرورة تطوير معايير ادائية تفصيلية خاصة بقياس الممارسة
العسكرية الفلسطينية, حتى لو جاءت تلك المعايير في إطار فهم الخصوصية السياسية
الفلسطينية. أي انهم لا يعيرون أهمية كافية إلى تقييم مستوى إدارة القوات في الميدان؛ على
سبيل المثال» أى مستوى التخطيط والتوقع» أو طرق استخدام المدفعية : والدروع» تقييماً
عسكرياً فنياً. ويتمثل الرب على هذه النزعة في التأكيد على أنه طالما تعتمد الاستراتيجية
السياسية الشاملة التي تتبناها حركة,ٍ المقاومة الفلسطينية: علناً أم ضمناً. على الوسيلة
العسكرية, فإن مستوى اداء الاداة المنفذة له تأثيره على درجة نجاج تلك الاستراتيجية . فلا
بد من تطوير المعايير المناسبة لقياس اداء تلك الاداة العسكرية تقنياً طالما سيحمل عملهاء في
الميدان» انعكاسات على المستوى السياسي الشاملء أي ان تأكيد العلاقة العضوية, في الحالة
الفلسطينية: بين العامل السياسي والعامل العسكريء بحيث يتمازج الاثنان وحيث يكون
السياسي هو الموّجه والمعيار للعسكريء يعني. اكتساب الاداء العسكري لأهمية اكبرء وليس
أصغرء بالنسبة الى تقدم النضال الوطني العام. وينطبق ما سبق على الاستراتيجية
السياسية ‏ الدبلوماسية التى تتبنى العمل العسكري المحدود كما على الاستراتيجية التي
تنادي بالحرب الشاملة. "2 1
نتطلعء اذاًء الى انماط الممارسة العسكرية الفلسطينية التي استمرت حتى بعد الخروج
من بيروت العام م5١‏ وظلت, حتى يومنا هذا » في محاولة ليس للاجاية على كافة التساؤلات
إجابة كاملة ونهائية ولا لتقييم مسار تلك الممارسة بكافة جوانبها وعلى جميع مستوياتها منذ
نشوئهاء بل لتقدير مدى النجاح أو الفشل في استخدام الاداة العسكرية وفي ملاءمة الوسائل
للغايات. إلا اننا نفعل ذلك بهدف تحديد المنهج والذهنية. اللذين يقودان العمل المسلح
الفلسطينيء وبهدف اثارة الجدال حول الابعاد السياسية والفكرية والاخلاقية لكل تكتيك أو
استراتيجية عسكرية اعتمدتها حركة المقاومة الفلسطينية.
وتجدر الاضافة, اخيراً. أن الملاحظات الواردة أدناه تنطبق: بشكل عامء على كل طرف
خاض العمل المسلح في الساحة الفلسطينية خلال السنوات العشرين الماضية. فالواقع هو
أنه رغم تبادل الاتهامات السياسية والعسكرية: لم يتميز تنظيم عن آخر كثيراً في منهجه
6
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22440 (3 views)