شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 41)
- المحتوى
-
تلفت الانتياه, آكثر من أي شيء آخر بسبب استمرارها طظيلة خمس:عشرة سنة مضت» هي
الارتفاع الشديد في عدد العامئين الذين يتعرضون إلى الاعتقال قبل تنفيذ أي عمل عسكرىي
اطلاقاً ؛ يقابلهم العدد اليسير للذين ينجحون في القيام بأكثر من عمليتهم الأولى. فشهد
العمل السري نسبة تقلب مرتفعة جداً في العنصر البشري ولم يحتفظ بالعناصر المخضرمة.
نجم هذا الوضع: على ما يبدو. عن السعي الدائم لسلوك الطريق الاقصر حيث أراد
الطرف الفلسطيني أن يحقق أهدافاً سياسية آنية مما تطلب الرمي بالعناصر البشرية المتوفرة
اعتباطياً في الميد ان للقيام بعمل عسكري فوري ؛ بغض النظر عن حقيقة الامكانيات والظروف
الميدانية. فتعرّض عامل الداخل إلى معدل استنزاف أعلى من اللارة اس اضطرارهم إلى
00 النشاط لم يكونوا مهيئين له تنظيمياً وتدريبياً . وكلما فقدت حركة المقاومة في
الداخل العناصر المدرّبة. كلما اضطرت إلى اللجوء إلى عناصر جديدة «طازجة» غير مجرّبة لا
تتمتع سوى بحماسها وإخلاصها وليس بخبرتها وقدراتها الفنية. وبسبب ذلك وجدت القيادة
الفلسطينية نفسها في مأزق تمثل مخرجه الوحيد في اعتماد الصبر في بناء الأفراد الكفؤين,
ضمن اختصاصات متنوعة. للقيام بعمل عسكري متقدم نوعياً يتمتع بالاستمرارية ويأتي
بالمردود السنياسي المعنوي على المدى الأطوّل. غير أنه لا يبدو أن. أي تنظيم فلسطيني قد
سلك هذا البديل» لأن الجميع يبحثون عن تسجيل «النقاط السياسية»؛ ولآن أحداً لم يمتلك
رؤية سياسية بعيدة المدى يبني لأجلها اصلاً . ويفسر ما سيق الصفة الموستمية للنشاط
العسكري الفلسطيني في الارض المحتلة» بل ويفسر الصفة الموسمية لكل اوجه النشاط
الفلسطينيٍ في الداخل التي تدار من الخارج مما منع بناء استراتيجية منظمة للمقاومة
المدنية ايضاء حيث عجزت حركة المقاومة. عن بناء عمل عسكري - تنظيمي. دؤوب يكتسب
ضصفة الاستمرارية من جهة. ولم تنتفض بحماس,ء من الجهة الأخرى, لتقدم الامكانيات
المالية السخية لتنفيذ. العمليات بقدر اندفاعها حين أرادت اثبات الوجود بمناسبة سياسية
معينة.
وإنه لمن الملفت للانتباه أن الهدف السياسي الذي كانت القيادة الفلسطينية تسعى الى
تحقيقه بواسطة فورة العمليات العسكرية او الانتفاضات الشعبية في الداخلء غالباً ما كان
يتعلق بتطورات سياسية. دبلوماسية خارج الارض المحتلة, وقلما ارتبط بالتأثير على
فلسطينيي الداخل أو حتى على الاسرائيليين. إن الغريب في الأمر, أيضاً. هو أن القيادة
الفلسطينية لم تع ٠ على ما يبدىء أن وجود آداة عسكرية أوسياسية منظمة فاعلة على شكل
تنظيم سري أى جماهير مندفعة جاهزة للتحرك عند «كبْسَة زره حسب رؤية القيادة العليا
للأولويات» يعتمد على خلق وبناء وصيانة العمل السري المنظم بنفس الاتقان والتفاني الذي
تتطلبه استراتيجية الحرب المطلقة ضد الاحتلال. وقد أدى منهج حركة المقاومة, الساعي إلى
تحقيق المكاسب السريعة حتى لو تطلب ذلك استهلاك عناصر العمل المستقبلي وعدم ترك أي
احتياط (بكلمة اخرىء مراهنة المستقبل على مكسب فوري في الحاضر كما يفعل المقامر), إلى
فقدان الكوادر المخضرمة وغياب العناصر القيادية القادرة على إدارة العمل من الداخل
ومحاولة معالجة الامور بالمال: مما ادىء نهاية» الى تراجع دور العمل المنظم في الارض المحتلة
الذي يُدار من الخارج.
ويلاحظ أن العمل العسكري في الارض ال محتلة يسلك اتجاهات جديدة في الآونة الأخيرة,
00 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)