شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 43)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 43)
- المحتوى
-
والنتائج المحققة. وتجدر الاشارة الى ان الملاحظات التالية تتعلق بالعمل العسكري الذي
قامت به القوات الفلسطينية المتفرغة حتى أيلول. (سبتمبر) ,١15/87 أي قبل ترحيلها إلى
شمال لبنان» وبالعمل الذي قامت به الخلايا السرية في مخيمات صيدا وصور.
تتمثل أهم الدروس العملياتية باتباع الاجراءات العسكرية المطلوبة عند القيام بعمل
عسكري منظم ومؤثر. فقد.تم تخطيط العمليات تخطيطاً جيداً أخذ. في الحسبان المتطلبات
والاهداف المرجوة والعواقب المتوقعة, كما تم استطلاع الاهداف والمناطق المجاورة لها وطرق
الانسحاب أو نقاظ الاختباءء, استطلاعاً دقيقاً وأحياناً متكرراً. وقد اختيرت المجموعات
القتالية». من حيث حجمها وتركيبها وتسليحهاء بدقة, كي تناسب الامكانيات الذاتية وطبيعة
الهدف. ثم لحق تنفيذ العملية تسجيل حيثيات التحضير والتنفيذ, من أجل تقييم التجارب
وتعلم الدروس. ويلاحظ أن المخططين اصروا على التنويع في كافة النواحيء, أي في طبيعة
الامداف (القوافلء والدوريات الراجلة والمواقع الثابتة, والأفراد) وطريقة مهاجمتها
(الاسلحة المباشرة كالرشاشات والقواذف الصاروخية, والصواريخ؛ والعبوات الناسفة)
وتوقيت ذلك (ليلاً او نهاراً) ومكان ذلك (الشوف, والساحلء والمدنء والقطاع الاوسطء
والقطاع الشرقي). كما اتبعت الخلايا السرية تحت الاحتلال اشكالاً تنظيمية مناسبة لا تؤدي
إلى كشف طرق العمل أوبقية أفراد الخلية أو الشبكة عند القبض على أحد اعضائها من قبل
العدو.
يُفترّض أن اتباع هذه الاجراءات العسكرية يشكل امراً تلقائياً وطبيعياً لدى أية مجموعة
تمارس النشاط المسلحء وقد طبقتها القوات الفلسطينية ضمن حدود أدنى في اواخر
الستينات, إلا أن حلول السكون على جميع الجبهات العربية وتحول القوات الفلسطينية نحو
التشكيلات العسكرية الكبيرة خلال السبعينات ادى إلى تراجع ملموس في تطبيق هذه
البديهيات. وقد عزز هذا الاتجاه السلبي التورط؛ طوعاً أم قسراًء في الصراعات العربية
الداخلية مما حمل انعكاسات نفسية سلبية على المقاتلين الفلسطينيين الذين ياتوا يشعرون,
نهاية» بأنهم يقاتلون في غير موقعهم الطبيعي؛ وجعلهم غير آبهين للتفاني العسكري. على أية
حالء فون اعتماد هذه الاساليب العسكرية الناجحة قد أضفى طابعاً ايجابياً بالغاً على العمل
العسكري الفلسطيني في لبنان بعد ايلول (سبتمير) .١1487 وتجسد ذلك بمعدل مرتفع من
النشاط العسكري ومن الخسائر الاسرائيلية وكذلك في انجازين هامين هما تخفيض الخسائر
البشرية العسكرية الفلسطينية - اللبنانية إلى نسبة ١ إلى ٠١ فحسب من الاصابات
الاسرائيلية وتنفيذ العمليات دون حاجة للاضطرار إلى انفاق الأموال الطائلة عليها. أي ان
نسبة المردود إلى الكلفة كانت مرتفعة جداً.
وقد جاءت مساهمة هامة في خلق الظروف المؤاتية للعمل المسلح الواسع النطاقء في
المواقف والشعارات السياسية التي جرى في ظلها.النشاط العسكري. فتمثلت الدروس
السياسية في تحديد. هدف واضح قابل للتحقيق: يجمع القوى الشعبية والحزبية ويوحدهاء
ألا وهى فرض الانسحاب الكامل على قوات الاحتلال, وفي التعامل مع كافة القوى وتقديم
العون التدريبي والتسليحي لهاء رغم أية اختلافات سياسية أو عقائدية. كما شملت الدروس
تشجيع لمقاؤمة 1 المدنية وتنمية دورها المباشر وغير المباشر في التأثير على الاحتلال نفسياً ومن
خلال إرباكه وتشتيت قواه. وقد تعلم المقاتلون العرب أن يواجهوا العمل العسكري والسياسي
ود - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)