شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 48)
- المحتوى
-
ومدافعها حين ارتبط الامر بمهاجمة سوق الغرب (علماً انها وصلت متأخرة) أو اقتحام
المخيمات الفلسطينية في الشمال. ويصعب, أخيراًء تفسير تمسك كافة التنظيمات الفلسطينية
بأشكال عسكرية تمنع عملياً مواجهة اسرائيل سوى بأنه يعكس موقفاً سياسياً ممتنعاً علاوة
على جمود الفكر والمنهج العسكريين
قدمت الحرب ضد المخيمات في بيروت:؛ في ربيع :١146 حالة اخرى لانجازات حققها
بعض الضباط والعناصر المبادرين» رغم النواقص المادية والخلل القيادي. فقد ابتدات هذه
الحرب دون ان يتمتع المدافعون بالقدر الكافي او المتوقع من الامكانيات: الاسلحة الفردية,
والمضادة للدبابات؛ والذخائر والاسلحة المتوسطة, والالغام» وحتى الاسمنت واكياس الرمل
(وينطبق ذلك خاضة على مخيمي صبرا وشاتيلا). كما أدت الخلافات التنظيمية المستمرة الى
منع امكانية التنسيق قبل المعركة؛ والى توزيع المحاور والمواقع بين التنظيمات كما هي العادة
المعهودة, كما ادى الى غدم تجانس الخط الامامي. ويعني ما سبق أن كل إنجاز تم تحقيقه
خلال هذه الحرب؛ تم تحقيقه بالرغم من النواقص المذكورة وفقط بفضل نوعية الكوادر
المحليين. ويلاحظ أن ظاهرة نشات بالتعويض عن الخلل في الرؤية الشمولية وفي التخطيط
والتوقع وفي الادارة الشاملة للمعركة وفي رصد الامكانيات من قبل .الاطر القيادية
الفلسطينية بإقدام وصبر وابتكار الضباط الصغار والعناصر المقاتلة. ولم تكن هذه الظاهرة
بجديدة, في الواقع, فهي تميز منذ زمن العمل في الارض ال محتلة أيضاً. أو يمكن تلخيص
المنطق الذي يوجه سلوك الأطر القيادية» على انواعهاء نحو الاشخاص الذين سيتلقون في
الميدان عواقب السياسات العلياء في مبدا تحويل النقص الى فضيلة. فجيد ان يكون هناك
اناس في الارض المحتلة يحوّلون كل ما في ايديهم سلاحاً ضد الاحتلال حتى اذا افتقروا الى
انواع الاسلحة التي من شأنها ان تزيد من فعالية عملياتهم؛ وعظيم ان يكون هناك اناس
يقاتلون دفاعاً عن المخيمات بالرشاشات وبضع طلقات وبلا مدفعية او اكياس رمل اومصل
او معدات طبية؛ لكن لا يبرر يقين القيادات بوجود مثل هؤلاء الذين لا خيار لهم سوى
الاخلاص لقضيتهم, تحويل سياسة الاهمال او سوء التخطيط او سوء التضور. الى
استراتيجية رسمية. فالنقص ليس فضيلة متى تحول الى مسلّم به دائم» ويؤدي استمراره:
نهاية, الى احباط الكوادر والجماهير وابتعادها عن العمل. ضمن الشعور بان المردود لم يكن,
وإن يكون, بحجم التضحية في ظل تلك الاستراتيجية.
في السياسة والمنهج والاخلاق
تثير التجربة العسكرية الفلسطينية مجموعة تساؤلات حول الوسائل والغايات. وحول
ابعادها السياسية والمنهجية والاخلاقية. فأية اهداف يخدمها العمل العسكري الفلسطيني؟
وهل تناسب الوسائل المختارة الغايات المنشودة؟ وهل تتمتع الوسائل باستخدام سليم؟ وما
هو حساب الكفاءة والمردوب» السياسي والاخلاقي, للعمل العسكري؟
نتدرجء في محاولة الاجابة على هذه الاسئلة وغيرهاء من الجوانب العملية إلى المنهج الذي
يوجههاء لنتطلع. الى الابعاد السياسية والاخلاقية للممارسة العسكرية.
ننطلق بمسألة استخدام الاداة العسكرية. ويرتبط ذلك بتحديد الهدف.النهائي المرجو
للنشاط السياسي والعسكريء ثم باختيار الوسائل الكفيلة بتحقيقه, وأخيراً بالادارة الكفؤة
اع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22439 (3 views)