شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 49)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 49)
- المحتوى
-
لتلك الاداة بحيث تعمل ميدانياً بكامل طاقتها. وقد شهدت التجرية. الفلسطينية تناقضاً
شديداً في هذا المجال. فيمكن القول ان القيادة الفلسطينية استخدمت الاداة العسكرية
استخداماً حكيماً. او على الاقل ناجحاً. قبل العام 19377ء بمعيار تحديد الاهداف المزحلية
واختيار التكتيكات الملائمة لها. ثم بات الهدف الفلسطيني الواضح؛ بعد حرب تشرين الاول
(اكتوير) 19377, هو اقامة «السلطة الوطنية» على اية ارض يتم استرجاعها من اسرائيل.
وبات من الواضح أن جميع التنظيمات الفلسطينية صنارت توافق غلى ذلك الهدف وعلى
تحقيقه من خلال المفاوضات الدبلوماسية التي ستنتهي بالاعتراف باسرائيل» كما دلت
موافقتها على مشروع بريجنيف (مثلاً: لااحصراً) ال 2
العام 1517. الى موقف الجموب والتريث. وضار التركيز على العمليات الاستعراضية: من
بحرية وانتحارية (في العام 1914)» للتعبير عن الاعتراض على مسار الاتصالات الدبلوماسية
واستثنائها لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد انخفض العمل السري في الارض ال محتلة في هذه
الفترة الى ادنى مستوياته. ولم يعد الى النمو سوى بعد الحرب الاهلية اللبنانية» وخاصة في
العام ١51/1 وصاعداً . ويظهر أن هذا النمظ من العمل العسكري, مضافاً الى امتلاك القوات
المتفرغة في لبنان والتى «جُيّشت» في النصف الثاني من السبعينات: كان احد اسس
الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها م.ت.ف.؛ اي ان م.ت.ف. كانت تحقق الانجازات
ضمن استراتيجيتها الدبلوماسية المتواضعة من خلال استخدام معين للوسيلة العسكرية في
السنوات السابقة.
لكن يجب الادراك ان الانجاز الدبلوماسي وكذلك كافة المكاسب السياسية والمعنوية التي
حققتها حركة المقاومة الفلسطينية منذ اواسط الستينات: فلسطينياً وعربياً ودولياً. انما جاءت
بفضل عمل عسكري تميز فقط بعناده واستمراره وليس بفعاليته وكفاءته بالمعايير العسكرية
الجامدة. ويمكن القول انه اذا كان ذلك المستوى من الاداء العسكريي كافياً لتحقيق تلك
الانجازات: فإن الاداة العسكرية كانت بالمستوى المطلوب منها وتمتعت بالقدر اللازم» بمعيار
الاحتياج الفلسطيني. من الفعالية. غير ان تحقيق المكاسب السياسية الاولى في نهاية
الستينات ادى بالقيادة الفلسطينية؛ لاحقاً. الى اهمال العمل العسكري, حتى بات من
المتعذر ان تحافظ على تلك المكاسب سوى بالاعتماد على مجموعة متقلبة, غير موثوقة. من
العلاقات والتحالفات السياسية. فصارت القيادة الفلسطينية تتكل على علاقاتها وعلى نيات
لحلفاء للتعويض عن ضعفها الذاتي» ودفعت ثمناً سياسياً لذلك. كما أدى الاهمال وعدم
ترقية الاداء والقدرات بالاداة العسكرية إلى وضع لم تعد قادرة فيه على تنفيذ حتى
الاستراتيجية الدبلوماسية المحدوبة تنفيذاً افضل. وبما انه معروف ان اطراف لعبة موازين
القوى الاقليمية والدولية لا تحترم من لا يقدر على حماية نفسه او فرض ذاته؛ فإن ما حفظ
الميزان ومنعه من الانزلاق الى غير صالح القضية الفلسطينية لسنوات طويلة» كان» فقط,
حالات الصمود العسكري او الاداء النوعي المتقظغة والمبعثرة بين الارض المحتلة وجنوب
لبنان. وجاء مثال على ذلك في حرب آذار (مارس) 1978: حين عاد الفضل في اضفاء طابع
المقاومة البطولية والمؤثرة ومظهر الانتصار على المعركة ككل الى المواجهة المستميتة في حفنة
من المواقع. فخسبء وعاد ذلك بالتالي على م.ت.ف. بمكاسب سياسية ومعنوية ودبلوماسية
هامة:
م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 150-151
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)