شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 53)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 150-151 (ص 53)
المحتوى
أنها هي المعطيات الجديدة للوضع الراهن وعمل بها بدلا من رفضمها ومحاولة قلبها أو إلغائها.
وصحيح أن م.ت.ف. كانت تمسك بالمبادرة السياسية - الدبلوماسية في مراحل معينة: لكنها
فقدت المبادرة الميدانية منذ سنوات, مما فرّغ محتوى المبادرة الدبلوماسية:» في النهاية, من
زخمها وتأثيرها. ولا نقصد أن الطرف الفلسطيني لم يحاول أن يتعامل مع الوضع الجديد,
بل انه قبل بأن يخوض الصراع في المرحلة الجديدة على الاسس وحسب الشروط التي حددها
العدى دون منازعة حقيقية للمسلّمات التي سعى العدو إلى فرضها. ويوجد مثال على ذلك في
الاصرار على اقتحام اسرائيل بحرا بأسلوب لم يتغير سوى ببعض تفاصيله التنفيذية خلال
‎١‏ سنة؛ رغم الفشل المتكرر, بدلا من تغيير هدف العمل البحري أو تحويل الجهود نحو بناء
العمل الشري في الارض-المحتلة كيتنديّئل. كامل .:ويخضناف. :آأخيراً. أن حجة «الظروف»
الاستجاتت” انظا: في حالات كانت تسمح فيها الظروف بإنجازن أكثر مما أنجز فعلاً, ومثلاً
حين سمحت الظروف الأمنية - السياسية في بيروت بتكديس الاسلحة والذخائر في المخيمات.
تشوب معضلة فكرية مركزية الممارسة العسكرية والسياسية الفلسطيذية. وتتعلق بفهم
ماهية البديل التاريخي»: على صعيد منهجية العمل السياسي وعقيدة الاعتماد. على الجماهير
المعبأة والمنظمة, الذي يفترض أن تقدمه حركة المقاومة الفلسطينية الى الجماهير الفلسطينية
والعربية. إذ تنبع مختلف القضاياء مثل الاستخدام الخلاق للاداة العسكرية والاحتفاظ
بالمبادرة ومنازعة الأمر الواقع» من المنهج الثوري (أو لنسمّه الديناميكي أو حتى الخلاق» اذ
يمكن للمرء أن يكون مبادراً دون أن يكون ثورياً بالمعنى السياسي.- الايديولوجي). وتحمل
ممارستة. /الخركة: الفلسطينية عواقب هامة بالنسبة إلى أحوال ومصير الشعب الفلسطيني»
سياسياً وجسدياً. نظراً إلى تعقيد تعقيد الظروف والتفاعلات السياسية في الساحة الفلسطينية
والعربية. فاكتسبت: بسبب ذلك, حتى اصغر التكتيكات العسكرية (التي ربما يفترض أنها
ثانوية الاهمية) التي اختارتها الاطراف الفلسطينية وقعاً سياسياً ومعنوياً ملموساً. ويوجد
مثال على ذلك في العمليات الخارجية, مثل إلقاء قنبلة يدوية على مطعم يوناني يرتاده بعض
البريطانيين, مما يكاد لا يذكر من حيث أهميته العسكرية لكنه يؤخر المجهود الاعلامي
الفلسطيني في الغرب لمدة شهور أو سنوات
يتضح الرابط بين الممارسة العسكرية وعواقبها السياسية والاخلاقية عند مراجعة
حادثتين في التجربة العسكرية الفلسطينية, هما «القصف العشوائي» واحتلال بلدة الدامور
في مطلع العام ‎.١1416‏ ظهر نمط القصف العشوائيء أول ما ظهرء خلال الحرب الاهلية
اللبنانية في 1910 - ‎,١9171‏ حين أخذت: القوات الانعزالية تقصف المناطق الاخرى
(الوطنية) دون تمييز بين مدني وعسكري. سرعان ما تبنت غالبية التنظيمات اللبنانية
الوطنية والفلسطينية هذا الاسلوب: لتقصف التجمعات السكاذية المسنيحية أو المارونية في
الغالب. وتمثل التبرير لذلك في التأكيد على أنه يجب قصف مدنيي الخصم من أجل ردعه عن
قصف المدنيين «الوطنيين» . وقد ثبت خطأ هذا الاعتقاد بالملموس لأن القصف العشوائى
الانعزالي لم يتوة قفء بل استفاد الخصم معنوياً داخل معسكره واستقدم المزيد من المتطوعين
الحاقدين, علماًء ايضاً. بأن القصف العشوائي كان يوقع إصابات أكثر بكثير في المناطق
«الوطنية» بسبب اكتظاظها.
لكن لم يقتصر عيب منطق القصف العشوائي على كون النتائج لغير صالح.الطرف
ىه
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22441 (3 views)