الشوك والقرنفل (ص 134)
غرض
- عنوان
- الشوك والقرنفل (ص 134)
- المحتوى
-
كانت قبة الصخرة المشرفة بألوانها الزاهية تتربع فوق تلك التلة المرتفعة» حيث
تصعد إليها عبر الدرجات الحجرية» تقدمنا حتى وصلنا باب المسجد الأقصى المبارك»
شعور من الخشوع والرهبة انتابني وأنا أخطو خطواتي الأولى داخل المسجد بعد أن
أمسكت حذائي بيدي وفنا لنؤدي ركعتي تحية المسجد ثم جلسنا بانتظار خطيب الجمعة
الذي صعد المنبر وألقى خطبة عادية لم أشعر أن فيها شيئاً جديداً أو مميزاً عما يخطبه
المشايخ في غزة: ثم وقفنا نصلي صلاة الجمعة وسنتها وبدأ الناس ينفضون من المسجد.
تجمعنا من جديد وصعدنا الدرجات إلى مسجد قبة الصخرة: بدأ إبراهيم يشرح لنا
عن المسجد وعن تلك الصخرة التي صعد من فوقها رسول الله يد إلى السماء في رحلة
الإسراء والمعراج وشرح أن الإسراء كان من مكة إلى القدس وأن المعراج كان من
القدس إلى سدرة المنتهى في السماءء ثم بدأ يشرح الحكم في أن القدس كانت المحطة
الأساسية في الأرض في رحلة تنافس إلى السماء.
فقد كان من الممكن أن يصعد الرسول 2# إلى السماء مباشرة من مكة» ولكن حكمة
الله اقتضت هذا المرور من القدس ليوضح الله للمسلمين أن للقدس أهمية خاصة في
عقيدتهم ودينهم وطريقهم إلى السماء ويعود ويؤكد مراراً وتكراراً من هنا من القدس
ارتقى الرسول يِل إلى السماءء مرت بجسدي رعشة وغطتني قشعريرة لم لم أستطع أن
أخفيها عمن وقفوا بجانبي الذين سادهم نفس الشعورء فنحن في مخيمات غزة هناك نزور
القدس للمرة الأولى» وقد كانت في عقولنا من قبل مجرد اسم يُذكر له بعض التأثير
البسيط» وها نحن نقف اليوم في هذا المكان المقدس الذي يحيط به جنود الاحتلال
يسمحون لمن يريدون إدخاله ويمنعون من يريدون وهذه أمة المسلمين والعرب بملايينها
وأموالها وجيوشها تقف عاجزة عن تحريره وتخليصه من هذه العصابات النكدة اللعينة.
منذ هذه اللحظات بدأنا نفهم جيداً أن للصراع وجهاً آخر غير ما كنا نعي وندرك ؛
رق قبل» فالمسألة ليست فقط مسألة أرض وشعب طرد من هذه الأرض وإنما هي
معركة عقيدة ودين» معركة حضارة وتاريخ ووجودء وقد نجح إبراهيم ومن نظموا هذه
الرحلة في غرس هذا المعنى جيداً في نفوسناء من وسط تلك الخواطر انتزعنا صوت
إبراهيم معلنا أن علينا التوجه الآن إلى الحافلة لنتوجه إلى مدينة الخليل» حيث سنزور فيها '
الحرم الإبراهيي الشريف وتكرر الصوت فسرنا نحو البوابة ننتزع أقدامنا من الأرض |
انتزاعاً فإن رهبة المكان وقدسيته وما يثيره ة يي نينا
عليك أن تفارقه طائعاً راضياً وتود لو أنك تبقى
سل - هو جزء من
- الشوك والقرنفل
- تاريخ
- 2004
- المنشئ
- يحيى السنوار
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 2894 (9 views)