شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 57)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 197 (ص 57)
المحتوى
عمر سعادة
وسبباً لها في آن. كتب الكاتب الاسرائيلي اليعزر شبيد: «ان التوتر الاجتماعي المتراكم في الحياة
الاجتماعية وفي المجتمع المبني من موجات عديدة من الهجرة الوافدة من بلدان مختلفة» ومن درجات
مختلفة من القدرة على التأقلم مع ظروف الحياة الجديدة» لا يختفي بالطبع؛ وانما يغض النظر عنه
عن ادراك» وبشكل متعمّدء ويخلق الانطباع؛ في بعض الاحيان» بأن الحرب تحل المشاكل السائدة في
الأوضاع الهادئة والاعتيادية؛ لكنه, باستثناء الاغراء الرابض على عتبة السياسيين لاستعمال التوتر
الأمني المستمر بغية حل المشاكل الاجتماعية المعقدة, فانه ليس في ذلك أية حقيقة ملموسة . فالحرب
تؤدي الى حل أية مشكلة؛ انما ما تفعله هى تأجيل انفجار الاحتجاج على عدم حلّها»").
وهكذاء فان الدور الوظيفي للتوتر في المجتمع الاسرائيلي هى تحديد طبيعة ومستوى الاستجابة
السلوكية؛ على المستوى الجماعىء ازاء المتغيرات الخارجية. وتبدى الاستجابات السلبية الأخيرة في
اسرائيل تجاه فرص السلام المتاحة, سواء على مستوى المزاج الشعبي العام أو على مستوى النخبة
الحاكمة. منسجمة مع حالة التوتر المبنيّة على مشاعر الخوف والاستعلاء» والتي يسندها احساس
عام بامتلاك القوة. وعجز الخصم., حالياً. عن الحاق الأذى بالمجتمع الاسرائيلي. حيث يلحظ المرء ان
الميل نحو التطرف والشوفينية في مجتمع للمستوطنين, مثل المجتمع الاسرائيي» يرتبط» بصورة
عضوية, بمدى الاحساس بالقوة ازاء الخصمء حيث تشكل القوة أهمٌ مكوّنات الثقافة السياسية في
اسرائيل.
مركزية القوة ف الحياة الاسرائيلية
يشكل مبدأ القوة نقطة الارتكاز الأساسية في الثقافة السياسية الاسرائيلية. فالتجسيد العملي
للفكرة الصهيونية تمّ عبر صراع عنيف متصل ضد الشعب الفلسطنيء بشكل خاصء والمنطقة
العربية بشكل عام. وتدين اسرائيل بكل منجزاتهاء وبوجوبها ذاته؛ لهذا الصراع العنيف. فمن وجوه
عديدة؛ يجد الدارس ان اسرائيل الحالية» لا تزيد كثيراً على مجموع غنائم الحرب التي أحرزها
المستوطنون اليهوب نتيجة الحروب والصراعات المتتالية. قال دايان: «ان علينا ان نرى الواقع كما هو.
فكل ما نجحت حركتنا الوطنية (الصهيونية) في الحصول عليه منذ قيامهاء في محاولات لا تنتهي من
التفاهم والتفاوض وعقد الاتفاقات مع العربء يتلخصء جميعه؛ في الحقائق التي فرضناها رغم
ارادتهم(7)
وضمن السياق التاريخي للصراع العربي ‏ الاسرائيلي» تبرز حرب العام ‎١15/‏ باعتبارها نقطة
التحوّل والتشكّل الرئيسة في الثقافة السياسية الاسرائيلية. فقبل ان يخوض المستوطنون اليهود
اختبار الحرب في تلك الفترة» كانوا يبدون قدراً من المرونة السياسية والاستعداد للتفاهم مع العرب.
والقبول بالقرارات الدولية المتعلقة بالصراع داخل فلسطين: وخاصة مشروع التقسيم؛ بينما كان
العرب يرفضون التنازل عن حقوقهم » ويتشبّثون بمواقفهم المبدئية. غير ان النتائج التي أسفرت عنها
تلك الحرب قلبت المعايير تماماً. حيث سلّمت الدول العربية بالهزيمة؛ وبنتائج الحرب؛ بصورة أذهلت
الاسرائيليين أنفسهم: الذين استوعبوا الدرس بعمقء وكرّروهء مراراً» فيما بعد. وفي كل مرة» كان مبد1
القوة يتبت صحته وجدواه في المنظور الاسرائيلي» الى ان اصبح قاعدة ثابتة في الفكر السياسي
الاسرائيلي.
واشار الكاتب الاسرائيلي توم سيغف الى تأثير النصر, في حرب العام /155. في الوعي السياسي
العامء بالقول: «عمّقت حرب الاستقلالء الى حدّ بعيدء العداء بين الشعوب» واعتبرت حرب وجود
إن لشيُونُ فلسطزية العدد 151 آب ( أغسطس ) 1944
تاريخ
أغسطس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7332 (4 views)